للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن مخرمة إلى عبد الله بن الزبير فلحقه من ذلك أمر عظيم، واستعد هو وأصحابه لمسلم بن عقبة المرّى، وأيقنوا أنه نازل بهم. وسار مسلم إلى مكة فلما كان بالمشلّل (١)، وقيل بقديد، وقيل بثنية (٢) هرشى نزل به الموت، واستدعى الحصين بن نمير وقال:

يا برذعة الحمار لو كان الأمر إلىّ ما ولّيتك هذا الجند، ولولا أنى أكره أن أتزوّد عند الموت معصية أمير المؤمنين ما ولّيتك، ولكن خذ منى أربعا: أسرع السير، وعجّل المناجزة، وعمّ الأخبار، ولا تمكن قريشا من أذنك فتبول فيها، إنما هو الثقاف (٣) ثم الانصراف، اللهم إنى لا أعلم قط بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عملا أحبّ إلى من قتل أهل المدينة، ولا أرجى عندى فى الآخرة. ثم توفى مسلم المسرف، ومضى الحصين بن نمير بالناس إلى مكة، فقدمها لأربع بقين من المحرم (٤).

وقد بايع أهل مكة، وأهل الحجاز عبد الله بن الزبير، واجتمعوا عليه، ولحق به المنهزمون من أهل المدينة، وقدم عليهم


(١) المشلل: جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر. ويقال ثنية تشرف على قديد. (معجم ما استعجم ومعجم بلدان ياقوت).
(٢) هرشى: هضبة ململمة تنسب إليها ثنية فى طريق مكة قريبة من الحجفة يرى منها البحر. (معجم بلدان ياقوت).
(٣) أى المجالدة بالسلاح. (المعجم الوسيط).
(٤) تاريخ الطبرى ٧:١٤، والكامل لابن الأثير ٤:٥٢، والبداية والنهاية ٨:٢٢٤