للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من عادة قريش إذا ولد لهم المولود من تحت الليل دفعوه إلى نسوة يكفئن عليه برمة، فلا ينظرن إليه حتى يصبحن، فكفأن عليه برمة ضخمة، فلما أصبحن اشتغلن بأمه، فلما أتين إليه وجدن البرمة قد انفلقت عنه باثنين، ووجدنه مفتوح العينين، شاخصا ببصره إلى السماء، وهو يمصّ إبهامه تشخب لبنا، فتعجّبن من ذلك، فأرسلن إلى جده، فأتاهن، فقلن له: ما رأينا مولودا مثله؛ وجدناه قد انفلقت عنه البرمة، ووجدناه مفتوحا عينيه شاخصا ببصره إلى السماء، فنظر عبد المطلب إلى ذلك فعجب منه، وخطى عنده، وقال! احفظنه فإنى أرجو أن يصيب خيرا، وليكوننّ لابنى هذا شأن-فكان له شأن (١).

ويقال: إنّ دفع عبد المطلب النبىّ صلى الله تعالى عليه وسلم إلى النسوة يكفئن عليه البرمة كان قبل أن يدخله على هبل.

ولمّا ولد النبىّ صلى الله تعالى عليه وسلم سمع هاتف على الحجون يقول:-

فأقسم ما أنثى من الناس أنجبت … ولا ولدت أنثى من الناس واحدة

كما ولدت زهريّة ذات مفخر … مجنّبة لؤم القبائل ماجدة (٢)

وهتف آخر على جبل أبى قبيس:-

يا ساكنى البطحاء لا تغلطوا … وميّزوا الأمر بعقل مضىّ


(١) دلائل النبوة ١:٩٣، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٢١٠، وسبل الهدى والرشاد ١:٤١٨، وتاريخ الخميس ١:٢٠٤. وفى الأصول اضطراب فى ضمائر النسوة.
(٢) سبل الهدى والرشاد ١:٤٢٦ مع اختلاف فى بعض الألفاظ.