للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الصلاة عليه، وقال: إنما أمر أمير المؤمنين بدفنه. والذى ذكره مسلم فى صحيحه أن عبد الله بن الزبير ألقى فى مقابر اليهود (١).

وسار الحجاج إلى المدينة، واستعمل على مكة رجلا من خزاعة، وكان عبد الملك قد استعمل الحجاج على الحرمين، فأقام بالمدينة شهرا أو شهرين ثم عاد إلى مكة.

وفيها-أو فى التى قبلها-قدم ابن الحنفية من الطائف إلى مكة فنزل شعب آل أبى طالب، فطلبه الحجاج ليبايع لعبد الملك، فامتنع حتى يجتمع الناس. فلما قتل ابن الزبير كتب ابن الحنفية مع أبى عبد الله الجدلى إلى عبد الملك يطلب منه الأمان له ولمن معه.

وبعث إليه الحجاج يأمره بالبيعة، فأبى، وقال: قد كتبت إلى عبد الملك فإذا جاءنى جوابه بايعت. وكان عبد الملك كتب إلى الحجاج يوصيه بابن الحنفية فتركه، فلما قدم رسول ابن الحنفية-وهو أبو عبد الله الجدلى-ومعه كتاب عبد الملك بأمانه وبسطة أمله وتعظيم حقه حضر عند الحجاج وبايع لعبد الملك بن مروان، وقدم الشام، وطلب منه ألا يجعل للحجاج عليه سبيلا، فأزال حكم الحجاج عنه (٢).

وفيها قتل عبد الله بن مطيع بن الأسد العدوى بحجر المنجنيق (٣).


(١) الكامل لابن الأثير ٤:١٤٩، والبداية والنهاية ٨:٣٤١، وصحيح مسلم فى فضائل الصحابة باب كذاب ثقيف ومبيرها ٤:١٩٧١.
(٢) الكامل لابن الأثير ٤:١٠٦.
(٣) العقد الثمين ٥:٢٨٧ برقم ١٦٤١.