للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَ إِنّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ (١) قال: فما فعل سليمان؟ قال: لا خلى ولا سرّى-وفى رواية لا قفى ولا سيرى-قال؟ وما فعل عمر؟ قال: ردّ الحق إلى أربابه . واستشاط هشام غضبا وكان إذا غضب انقلبت (٢) حولته ودخلت عينه فى محاجره (٣). ثم أقبل عليه وقال: أما والله أيها الشيخ لو كان فيك موضع ضرب لأحسنت أدبك. فقال: فىّ والله الدين والحسب لا يتعدى الحق وأهله، وسيكون غدا نجث (٤) وستعلم.

وهذه الرواية أحسن من الرواية الأولى وأوقع فى القلب لما فيها من البلاغة والإيجاز وتعجب هشام منه، وتقريعه للأبرش الكلبى. وكانت هذه الدار بين الصفا والمروة، وتسمى دار آل علقمة، وكان لآل طلحة فيها شئ، والذى أخذها نافع بن علقمة الكنانى، وهو خال مروان بن الحكم، وكان عاملا لعبد الملك بن مروان على مكة، ولم ينصفهم عبد الملك من نافع بن علقمة.

وكان هشام بن عبد الملك حج أيضا فى زمن أبيه وأخيه الوليد فطاف بالبيت، وجهد أن يصل إلى الحجر ليستلمه، فلم


(١) سورة الزخرف آية ٢٣.
(٢) وفى العقد الثمين ٧:٣٢٤ «بدت».
(٣) فى المرجع السابق «فى حجاجه».
(٤) النجث: إظهار ماخفى، سوء العاقبة. (المعجم الوسيط)