للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيته، فقاتلوا على سنّته وملّته بعد غض من الزمان، وتتابع الشيطان بين ظهرانى أقوام، إن رتق حق فتقوه، وإن فتق جور رتقوه، آثروا العاجل على الآجل، والفانى على الباقى، أهل خمور وماجور، وطنابير ومزامير، إن ذكّروا (١) الله لم يذكروا، وإن قوّموا للّحقّ أدبروا، بهذا قام زمانهم، وبه كان يعمر سلطانهم، عمّ الضلال وأحبطت أعمالهم. إنّ غرّ آل محمد أولى بالخلافة منهم، فبم ولم أيّها الناس؟ ألهم (٢) الفضل بالصحابة دون ذوى القربى، الشركاء فى النسب، والورثة للسّلب، مع ضربهم على الدين جاهلكم، وإطعامهم فى اللّأواء جائعكم، وأمنهم فى المخاوف سابلكم، والله ما اخترتم من حيث اختار الله لنفسه؛ ما زلتم تولّون تيميّا مرّة، وعدويّا مرة، وأسديّا مرة، وأمويّا مرّة، حتى جاءكم من لا يعرف اسمه ولا نسبه، فضربكم بالسيف، فأعطيتموها (٣) عنوة وأنتم كارهون آل محمد ، أئمة الهدى، ومنار سبل التّقى، كم قصم الله بهم من منافق طاغ، وفاسق باغ، وأرثاد أملاغ (٤). فهم السادة القادة الذادة، بنو عمّ الرسول ، ومنزل جبريل بالتنزيل، لم يسمع بمثل العباس (٥)، لم تخضع له الأمة إلا لواجب حقّ الحرمة،


(١) فى الأصول «ذكر» والمثبت عن العقد الثمين ٤:٥١٥.
(٢) كذا فى الأصول. وفى العقد الثمين ٤:٥١٥ «ألكم».
(٣) كذا فى م والعقد الثمين ٤:٥١٦. وفى ت «فأطعتموهم».
(٤) الأرثاد: جمع رثد للجماعة المقيمة من الناس، والأملاغ: جمع ملغ للمتملق والأحمق الذى يتكلم بالفحش، ومن لا يبالى ما قال ولا ما قيل له (المعجم الوسيط)
(٥) فى الأصول «عباس» والمثبت عن العقد الثمين ٤:٥١٦.