للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذى يستقبل الوادى والبطحاء، ووسع ذلك [الباب] (١) وجعل بإزائه من أسفل المسجد مستقبله (٢) باب آخر هو الباب الذى يستقبل فج خط الحزامية يقال له باب البقالين، ويعرف الآن بباب الحزورة. فقال المهندسون إن جاء سيل عظيم فدخل المسجد خرج من ذلك الباب ولم يحمل فى شق الكعبة. والذى زيد فى المسجد من شق الوادى تسعون ذراعا من موضع جدر المسجد الأول إلى موضعه اليوم، وإنما كان عرض المسجد الأول من جدر الكعبة اليمانى إلى جدر المسجد اليمانى-الشارع على الوادى ويلى الصفا-تسعة وأربعين ذراعا ونصف ذراع، ثم بنى منحدرا حتى دخلت دار أم هانئ بنت أبى طالب ، وكان عندها بئر جاهلية؛ كان قصى حفرها، فدخلت تلك البئر فى المسجد، فحفر المهدى عوضا منها البئر التى على باب البقالين التى فى حدّ ركن المسجد الحرام اليوم، وتعرف الآن ببئر حزورة. ثم مضوا فى بناء المسجد بأساطين الرخام، وسقفه بالساج المذهب المنقوش، حتى توفى المهدى فى سنة تسع وستين [ومائة] (٣) وقد انتهوا إلى آخر منتهى الأساطين الرخام من أسفل المسجد.

فاستخلف موسى أمير المؤمنين فبادر القوم بإتمام المسجد، وأسرعوا فى ذلك، وبنوا أساطينه بحجارة ثم طليت بالجص. وعمل سقفه عملا دون عمل المهدى فى الإحكام والحسن.


(١) سقط فى الأصول والمثبت عن أخبار مكة للأزرقى ٢:٨٠.
(٢) فى الأصول «مستقبل» والمثبت عن المرجع السابق.
(٣) إضافة عن أخبار مكة للأزرقى ٢:٨١.