للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمكث ثلاثة أيام منصوبا، ومعهم لوح من فضة مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا سرير فلان بن فلان ملك التّبّت أسلم وبعث بهذا هدية للكعبة، فأحمد الله الذى هدانا للإسلام. وكان يقف على السرير محمد بن سعيد ابن أخت نصر ويقرأه على الناس بكرة وعشية، ويحمد الله الذى هدى ملك التّبّت إلى الإسلام، ثم دفعه إلى الحجبة، وأشهد عليهم بقبضه؛ فجعلوه فى خزانة الكعبة فى دار شيبة بن عثمان (١).

وكان مكتوبا بأعلى صحيفة التاج محفورا: بسم الله الرحمن الرحيم أمر الإمام المأمون أمير المؤمنين-أكرمه الله-بحمل هذا التاج من خراسان وتعليقه فى الموضع الذى علق فيه الشرطان فى بيت الله الحرام، شكرا لله ﷿ على الظفر بمن غدر، وتبجيلا للكعبة إذ استخف بها من نكس (٢) وحال عما أكّد على نفسه (٢) فيها، ورجا الإمام عظيم الثواب من الله ﷿ بسدّه الثلمة التى احترمها المخلوع فى الدين؛ فإنه كان جريئا على الغدر والاستخفاف بما أكد فى بيت الله ﷿ وحرمه، وتوخى الإمام تذكير من تنفعه الذكرى ليزيدهم به يقينا فى دينهم، وتعظيما لبيت ربهم، وتحذيرا لمن استخفّ وتعدى، فإنما علقنا هذا التاج بعد غدر المخلوع وإخراجه الشرطين وإحراقه إياهما. فأخرجه الله تعالى من ملكه بالسيف، وأحرق محلته


(١) أخبار مكة للأزرقى ١:٢٢٥،٢٢٦.
(٢) كذا فى م وأخبار مكة للأزرقى ١:٢٤٢. وفى ت «وخالف عما آلى على نفسه».