للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم طار هو من قبل نفسه حتى وقع على يمين المقام ساعة طويلة، وهو يمد عنقه ويقبضه إلى جناحه والناس مستكنون له ينظرون إليه عند المقام، إذ أقبل فتى من الحجبة فضرب بيده فيه فأخذه ليريه رجلا منهم كان يركع خلف المقام؛ فصاح الطير فى يده كأشد صياح وأوحشه لا يشبه صوته فيه أصوات الطير؛ ففزع منه فأرسله من يده، فطار حتى وقع بين يدى دار الندوة-خارجا من الظلال-فى الأرض قريبا من الاسطوانة الحمراء، واجتمع الناس ينظرون إليه وهو مستأنس-على ذلك كله-غير مستوحش من الناس، ثم طار هو من قبل نفسه فخرج من باب المسجد الذى بين دار الندوة ودار العجلة نحو قعيقعان.

وفيها حج أشناس (١) التركى أحد قواد المعتصم، عقد له المعتصم الولاية على مكّة، وعلى كلّ بلد يدخله، وخطب له على منابر مكة والمدينة-وغيرهما من البلاد التى اجتاز بها-بالإمرة، إلى أن جاء إلى سامرّا. وفيها حج بالناس بأمر أشناس التركى محمد بن داود بن عيسى كما قاله العتيقى وابن جرير وابن الجوزى وابن الأثير (٢). وقيل حج بالناس صالح بن محمد بن داود، وكذا قال (٣): محمد بن داود بن عيسى.


(١) فى الأصول «الناس» والمثبت عن تاريخ الطبرى ١١:٤، والكامل لابن الأثير ٦:١٩٢.
(٢) تاريخ الطبرى ١١:٤، والكامل لابن الأثير ٦:١٩٢. وكذا المحبر ٤٢، ومروج الذهب ٤:٤٠٥، والبداية والنهاية ١٠:٢٩٤، ودرر الفرائد ٢٢٧.
(٣) ولم تذكر الأصول اسم القاتل.