للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال محمد بن جرير: فودعته، وكتبت بها العلم سنين أتقوّت بها، وأشترى منها الورق، وأسافر وأعطى الأجرة. فلما كان بعد سنة ست وخمسين سألت عن الشيخ بمكة، فقيل لى: إنه مات بعد ذلك بشهور، ووجدت بناته ملوكا تحت ملوك، وماتت الأختان وأمهن وأمها، وكنت أنزل على أزواجهن وأولادهن وأحدثهم بذلك فيأنسون بى ويكرموننى. ولقد حدثنى محمد بن حبان [البجلى] (١) فى سنة تسعين ومائتين أنه ما بقى منهم نذير ولا بشير، فبارك الله لهم فى موتهم، وبارك لنا فيما صاروا ونصير إليه.

قرأت هذه الحكاية على المسند المعمر الأصيل شمس الدين أبى عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الدميرى الخليلى بها بمنزله، جوار حرم الخليل ببلاد جيرون فى يوم الأربعاء سادس عشر رمضان سنة ست وثلاثين وثمانمائة، قلت له أنبأ أبو الفتح محمد بن إبراهيم الميدومى-إن لم يكن حضورا [فسماعا] (٢) -عن النجيب أبى الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحرانى، أنبأنا الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن محمد بن الجوزى، قال أنبأنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر السلامى، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقى بن أحمد بن سليمان بن البطى قالا، أنبأنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمى قال، أنبأنا أبو الحسن على بن أحمد بن الباذاخ-


(١) إضافة عن صفة الصفوة ٢:٢٦٤.
(٢) إضافة على الأصول.