للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسين بن إسماعيل، ثم رجع إلى مكة فى رجب؛ فحصرها حتى مات أهلها جوعا وعطشا، وبلغ الخبز ثلاث أواق بدرهم، واللحم رطل بأربعة دراهم، وشربة ماء بثلاثة دراهم، ولقى أهل مكة منه/ كل بلاء، ثم رحل بعد مقامه سبعة وخمسين يوما إلى جدة، فحبس عن الناس الطعام، وأخذ أموال التجار وأصحاب المراكب؛ فحمل إلى مكة الحنطة والذرة من اليمن، ثم وافت المراكب من القلزم.

وكان المعتز بن المتوكل الخليفة العباسى وجّه جماعة لقتال إسماعيل العلوى، وكان مقدمهم محمد بن أحمد بن عيسى بن منصور المعروف بكعب البقر، وأخذ جعفر بن الفضل العباسى، ومحمد بن أحمد الذهب الذى حلى به مقام إبراهيم (١) فى خلافة المتوكل وضربوه دنانير لحرب إسماعيل العلوى، فوافى إسماعيل الموقف بعرفة فى يومها فقاتلهم، وقتل من الحاج نحو ألف ومائة، وسلب الناس، وهربوا إلى مكة، فلم يقفوا بعرفة لا ليلا ولا نهارا (٢)، ووقف هو وأصحابه، وسمعوا بالليل تلبية القتلى. ثم رجع إلى جدة فأفنى أموالها (٣).

***


(١) ورد مقابل هذا بهامش الأصول «أخذ الذهب الذى حلى به مقام إبراهيم فى خلافة المتوكل».
(٢) ورد مقابل هذا بهامش الأصول «مطلب لم يقف بعرفة أحد ليلا أو نهارا».
(٣) تاريخ الطبرى ١١:١٣٦،١٣٧، والكامل لابن الأثير ٧:٥٨، والبداية والنهاية ١١:٩،١٠، والعقد الثمين ٣:٣١٢، وشفاء الغرام ٢:١٨٦، ومروج الذهب ٤:٤٠٦.