للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فضربه دنانير واستعان به على حرب وأمور كانت بمكة بعد العلوى الخارجى [الذى] (١) كان بها فى سنة إحدى وخمسين ومائتين، وكانوا يسترون العضادتين بالديباج، وأن بعض العمال بعده قلع مقدار الربع من أسفل ذهب بابى الكعبة، وما على الأنف، واستعان به على فتنة كانت بين الحناطين والجزارين بمكة سنة ثمان وستين ومائتين، وجعل على ذلك فضة مضروبة مموّهة بالذهب على مثال ما كان عليها؛ فإذا تمسح الحاج به فى أيام الحج بدت الفضة حتى يجدّد تمويهها فى كل سنة (٢).

وأن رخام الحجر قد رثّ فهو يحتاج إلى تجديد، وأن بلاطا من حجارة حول الكعبة لم يكن تاما يحتاج أن يتم جوانبها كلها، وسألوا الأمر بعمل ذلك. فأمر أمير المؤمنين كاتبه عبيد الله (٣) بن سليمان ابن وهب وغلامه بدرا المؤمّر بالحضرة بعمل ما رفع إليه من عمل الكعبة والمسجد الكبير، وبعمارة دار الندوة مسجدا يوصل بالمسجد الكبير، وبعزق الوادى والمسعى وما حول المسجد، وأخرج لذلك مالا عظيما. فأمر بذلك القاضى ببغداد يوسف بن يعقوب، وحمل المال إليه، فأنفذ بعضه سفاتج (٤)، وأنفذ بعضه فى أيام الحج مع ابنه أبى بكر


(١) إضافة عن أخبار مكة للأزرقى ٢:١١١.
(٢) شفاء الغرام ١:١١٥.
(٣) فى الأصول «عبد الله» والتصويب عما سبق وأخبار مكة للأزرقى ٢:١١٢
(٤) سفاتج: يقال سفتج بالنقد أى عمل سفتجة؛ وهى أن يعطى آخر مالا ولهذا الآخر مال فى بلد المعطى فيوفيه إياه هناك، فيستفيد أمن الطريق. والجمع سفاتج وسفاتيج، واللفظ فارسى معرب (المعجم الوسيط).