للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعنك، والسلام على من يسلم المسلمون من لسانه ويده. وفعل فيما فى يده ما فيه حساب غده (١). فانحرفت القرامطة عن طاعة العبيديين.

وأقام الحجر بالأحسا عشرين سنة يستميلون الناس إليهم، ثم يئسوا وردّوه.

وهرب قاضى مكة إلى وادى رهجان (٢)، وأخذ القرامطة له حينئذ ما قيمته مائة ألف دينار وخمسون ألف دينار، ولم يسمع حاكيا ولا ذاكرا شيئا مما أخذ له.

وقد غلط أبو القاسم السمنانى فى تاريخه (٣) فقال: إن الذى قلع الحجر الأسود إنما هو أبو سعيد الجنابى، وأنه حمله إلى الكوفة، وعلّقه فى الأسطوانة السابعة مما يلى صحن الجامع من الجانب الغربى؛ اعتقادا منه أنه ينقل الحج إلى الكوفة، ثم باع أبو سعيد الحجر الأسود للمقتدر بثلاثين ألف دينار، وأشهد جماعة من أهل الكوفة على رسول المقتدر أنه سلّمه إليه، منهم عبد الله بن عكيم (٤) المحدث.


(١) وفى الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ١٦٥ «وقدم فى يومه ما ينجو به فى غده».
(٢) وادى رهجان: واد يصب فى نعمان (معجم البلدان لياقوت).
(٣) وهو على بن محمد بن أحمد، أبو القاسم الرحبى المعروف بابن السمنانى، من فقهاء الحنفية، ولد برحبة مالك، له تصانيف فى الفقه والتاريخ منها «روضة القضاة وطريق النجاة» (الأعلام للزركلى ٤:٣٢٩).
(٤) فى الأصول «عليم» والمثبت عن إعلام الساجد ٢٠٤،٢٠٥، وفوات الوفيات ٢:٥٩ ترجمة سليمان بن حسن بن بهرام القرمطى.