للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا" وَيَتِمُّ هَذَا الإنْعَامُ بِأَنْ يجْرِيَ عَلَى اللَّفْظِ الأَشْرَفِ: قَلَّدْتُ نَصْرَ بنَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بنِ عَبْدِ القَادِرِ الجِيْلِيَّ مَا يَقْوَى عَلَيْهِ؛ لِيَصِحَّ العَمَلَ وَالحُكْمَ شَرْعًا. ثُمَّ رَدَّ إِلَيْهِ النَّظَرَ فِي جَمِيْعِ الوُقُوْفِ العَامَّةِ، وُقُوْفُ المَدَارِسِ الشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَفِيَّةِ وَجَامِعَيْ السُّلْطَان وَابْنِ المُطَّلِبِ، فَكَانَ يُوَلِّي وَيَعْزِلُ فِي جَمِيعِ المَدَارِسِ، حَتَّى "النِّظَامِيَّة". وَلَمَّا تُوُفِّيَ الظَّاهِرُ أَقَرَّهُ ابْنَهُ المُسْتَنْصِرُ مُدَيْدَةً، وَاسْتَدْعَاهُ عِنْدَ المُبَايَعَةِ؛ لِيُثْبِتَ لَهُ وَكَالَةً، وَكَّلَهَا لِشَخْصٍ (١) فَلَمْ يَحْكُمْ فِيْهَا حَتَّى قَالَ لَهُ: وَلَّيْتَنِي مَا وَلَّانِي وَالِدُكَ؟ فَصَرَّحَ لَهُ بالتَّوْلِيَةِ. وَكَانَ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي أَيَّامِ وِلَايَتِهِ - يُؤَذِّنُ بِبَابِهِ فِي مَجْلِسِ الحُكْمِ وَيُصَلِّي جَمَاعَةً،


= (الخَرَاجِ وَالإِمَارَةِ)، وَالتِّرْمِذِيُّ رقم (١٥٢٩)، فِي (النُّذُوْرِ)، وَالنَّسَائِيُّ فِي المُجْتَبَى (٨/ ٢٢٥) في (آدَابِ القَضَاءِ)، وَأَحْمَدُ فِي المُسْنَدِ (٥/ ٦٢، ٦٣) مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَمُرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -. عَنْ هَامِشِ "المَنْهَجِ الأَحْمَدِ".
(١) النَّصُّ أَكْثَر وُضُوْحًا فِي عُقُوْدِ الجُمَانِ لابْنِ الشَّعَّارِ (١/ ورقة: ١٥١) فِي تَرْجَمَةِ الوَزِيْرِ ابْنِ النَّاقِدِ قَالَ: "فَبَقِيَ عَلَى ذلِكَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ الظَّاهِرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَبُويِعَ وَلَدُهُ الإِمامُ المُسْتَنْصِرُ بِاللهِ - أَعَزَّ اللهُ أَنْصَارَ دَوْلَتِهِ - فَقَرَّبَهُ وَأَدْنَاهُ، وَفَضَّلَهُ عَلَى مَنْ سِوَاهُ، وَأَحَضَرَهُ يَوْمَ المبَايَعَةِ، وَأَحْضَرَ قَاضِي القُضَاةِ أَبَا صَالحٍ نَصْرَ بْنَ عْبدِ الرَّزَّاقِ، وَقَالَ لَهُ أُسْتَاذُ الدَّارِ العَزِيْزَةِ أَبُو نَصْرٍ المُبَارَكُ بْنُ الضَّحَّاكِ - وَكَانَا قَائِمِيْنِ بَيْنَ الشُّبَّاكِ الشَّرِيْفِ - وَهُوَ الَّذِي قَامَ بِأَمْرِ البَيْعَةِ … فَقَالَ لَهُ: إِن أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَدْ وَكَّلَ أَبَا الأَزْهَرِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ النَّاقِدِ فِي كُلِّ مَا يَتَجَدَّدُ مِنْ بَيْعِ، وَإِقْرَارٍ، وَعِتْقٍ، وَابْتِيَاعٍ، فَقَالَ قَاضِي القُضَاةِ: أَهكَذَا يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنيْنَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ قَدْ وَلَّيْتُكَ مَا وَلَّاكَ وَالِدِي، فَنزلَ وَأَثْبَتَ الوَكَالَةَ الشَّرِيْفَةَ لَهُ بِالعِلْمِ، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ بِثُبُوتِهَا عِنْدَ سَائِرِ المُعَدِّلِيْنَ. . .".