(٢) فِي "مُعْجَمِ الأَبَرْقُوْهِيُّ": "وَكَانَ صَحِيْحَ السَّمَاعِ، ثِقَةً، كَثِيرَ التَّحَرِّي فِي الرِّوَايَةِ، مُحَقِّقًا لِمَا يُؤَدِّيْهِ، عَالِمًا، غَزِيرَ الفَضْلِ، لَهُ فِي المَذْهَبِ اليَدُ الطُّوْلَى، وَفِي الحَدِيْثِ مَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ، وَكَانَ حَسَنَ المُنَاظَرَةِ، مَلِيْحَ الكَلَامِ فِي فَنِّ الخِلَافِ".وَنَقَلَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ عَنِ الحَافِظِ ابْنِ النَّجَّارِ قَوْلُهُ: "رَوَى الكَثِيْرَ، وَكَانَ ثِقَةً، مُتَحَرِّيًا، لَهُ فِي المَذْهَبِ اليَدُ الطُّوْلَى، وَكَانَ لَطِيْفَا، مُتَوَاضِعًا، مَزَّاحًا، كَيِّسًا، وَكَانَ مِقْدَامًا، رَجُلًا مِنَ الرِّجَالِ، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُنْتُ فِي دَارِ الوَزِيرِ القُمِّيِّ، وَهُنَاكَ جَمَاعَةٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ ذُو هَيْبَةٍ، فَقَامُوا لَهُ، وَخَدَمُوْهُ، فَقُمْتُ، وَظَنَنْتُهُ بَعْضَ الفُقَهَاءِ، فَقِيْلَ: هَذَا ابْنُ كَرَمٍ اليَهُودِيُّ، عَامِلُ دَارِ الضَّرْبِ، فَقُلْتُ لَهُ: تَعَالَ إِلَيَّ هُنَا فَجَاءَ، وَوَقَفَ بَينَ يَدَيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: وَيْلَكَ تَوَهَّمْتُكَ فَقِيْهًا، فَقُمْتُ إِكْرَامًا لِذلِكَ، وَلَسْتَ - وَيْلَكَ - عِنْدِي بِهَذِهِ الصِّفَةِ، ثُمَّ كَرَّرْتُ ذلِكَ عَلَيْهِ، وَهُوَ قَائِمٌ يَقُوْلُ: اللهُ يَحْفَظُكَ، اللهُ يُبْقِيْكَ، ثُمَّ قُلْتُ: اخْسَأْ هُنَاكَ بَعِيدًا عَنَّا، فَذَهَبَ".قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ رُسِمَ لَهُ بِرِزْقٍ مِنَ الخَلِيْفَةِ، وَأَنَّهُ زَارَ يَوْمَئِذٍ قَبْرَ الإِمَامِ أَحْمَدَ فَقِيْلَ لِي دُفِعَ رَسْمُكَ إِلَى ابْنِ تُومَا النَّصْرَانِيِّ فَامْضِ فَخُذْهُ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَمْضِي، وَلَا أَطْلُبُهُ، فَبَقِيَ ذلِكَ عِنْدَهُ إِلَى أَنْ قُتِلَ - لَعَنَهُ اللهُ - فِي السَّنَةِ الأُخْرَى، وَأُخِذَ الذَّهَبُ مِنْ =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute