للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، المُفَسِّرُ، عِزُّ الدِّيْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيْنَ بِـ"رَأْسِ عَيْنِ الخَابُوْرِ". وَسَمِعَ الحَدِيْثَ بِبَلَدِهِ مِنْ أَبِي المَجْدِ القِزْزِيْنيِّ، وَغَيْرِهِ، وبِـ"بَغْدَادَ" مِنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ مِنِيْنَا، وَالدَّاهِرِيِّ، وَعُمَرُ بْنِ كَرَمٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَبِـ"دِمَشْقَ" مِنْ أَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، وَابْنِ الحَرَسْتَانِيِّ، وَالخَضِرِ بْنِ كَامِلٍ، وَالشَّيْخِ مُوَفَّقِ الدِّيْنِ، وَأَبِي الفُتُوْحِ بْنِ الجُلَاجُلِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَبِـ"حَلَبَ"


= العَذْب الزُّلَالِ".
أَقُولُ -وَعَلَى اللهِ أعْتَمِدُ-: وَقَفْتُ علَى بعْضِ أَجْزَاءٍ مِنْهُ مُتَنَاثِرَةٍ مُصَوَّرَةٍ مِنَ "الظَّاهِرِيَّةِ"، وَ"بَارِيْس"، وَ"بَرْليْنَ". وَقَدْ كُلِّفَ مَجْمُوعَةٌ مِنْ أَسَاتِذَةِ كُلَيَّةِ الدَّعْوَةِ وَأُصُولِ الدِّيْنِ بِجَامِعَةِ أُمِّ القُرَى بِتَحْقِيْقِهِ، علَى أَنْ يَتَوَلَّى مَرْكَزُ البَحْثِ العِلْمِي بِالجَامِعَةِ طِبَاعَتَهُ أَثْنَاءَ إِدَارتي لِلْمَرْكَزِ، وَعَلِمْتُ بَعْدَ ذلِكَ أَن العَمَلَ بِهِ لَمْ يَتِمَّ. وَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى الجُزْءِ الأوَّلِ مِنْ تَفْسِيْرٍ مِنْسُوْبٍ إِلَى الرَّسْعَنِي المَذْكُوْرِ فِي بَعْضِ المَكْتَبَاتِ التُّرْكِيَّةِ، وَبَعْدَ اطِّلَاعِي عَلَيْهِ تَأَكَدَ لَدَيَّ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ، وَأَنَّهُ لَا يَمُتُّ إِلَيْهِ بِصِلَةٍ، بِأَدِلَّةٍ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِهَا وَذِكْرِهَا.
وَوَقَفْتُ علَى قَصِيْدَةِ فِي ذَمِّ الدُّنْيَا، وَمَدْحِ السُّنَةِ وَأَهْلِهَا، وَذَمِّ البِدْعَةِ وَأَرْبَابهَا، مَشْرُوحَةٍ شَرْحًا مُفِيْدًا، مُخْتَصَرًا، وَهُما مِنْ تَأْلِيْفِ الرَّسْعَنِيِّ هَذَا أَوَّلُهَا:
إِلَامَ التَّمَادِي فِي بَوَادِي الجَوَاهِلِ … وَسَعْيًا إِلَى مَا لَا يَعُوْدُ بِطَائِلِ
وَهَجْرًا لِمَا يَجْرِي وَهَدْيًا إِلَى التُّقَى … وَوَصْلًا لِمَا يُرْدِي وَيُلْهِي بِبَاطِلِ
وَقَدْ نَصَبَ المَوْتُ المُطِيْفُ حَبَائِلًا … وَأَرْوَاحُنَا صَيْدٌ لِتِلْكَ الحَبَائِلِ
فَيَا النَّفْسُ مَا الدُّنْيَا بِدَارِ إِقَامَةٍ … فَلَا تَخْطُبِي مِنْهَا عَرُوْسَ الرَّذَائِلِ
وَأَوْرَدَ ابْنُ الشَّعَّارِ لَهُ قَصَائِدَ كَثيْرَةً، مِنْهَا قَصِيْدَةٌ فِي رِثَاءِ شَيْخَهِ ابْنِ قُدَامَةَ، وَقَصِيْدَةٌ يَتَحَسَّرُ فِيْهَا على تَسْلِيْمِ القُدْسِ للصَّليْبيين … إِلَى غَيْر ذلكَ.