للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مِنْهَا: قِيَامُ اللَّيْلِ فِي مُعْظَمِ عُمُرِهِ، كَانَ يَقُوْمُ فِي وَقْتٍ -وَاللهِ- يُعْجَزُ الشَّبَابَ عَنْ مُلَازَمَتِهِ، وَهُوَ جَوْفُ اللَّيْلِ، يَجْتَهِدُ فِي إِسْرَارِ ذلِكَ، وَسَائِرِ عَمَلِ التَّقَرُّبِ.

وَمنْهَا: سَخَاءُ النَّفْسِ، وَحُسْنُ الصُّحْبَةِ، وَالتَّعَصُّبُ فِي حَقِّ صَاحِبِهِ بِدُعَائِهِ، وَاجْتِهَادِهِ، وَتَضَرُّعهِ، وَمُسَاعَدَتِهِ بِجَاهِهِ، وَحُرْمَتِهِ.

وَمنْهَا: التَّعَصُّبُ فِي السُّنَّةِ وَالمُغَالَاةُ فِيْهَا، وَقَمْعِ أَهْلِ البِدَعِ، وَمُجَانَبَتُهُمْ وَمُنَابَذَتُهُمْ.

وَمنْهَا: قَوْلُ الحَقِّ، وَإِنْكَارُ المُنْكَرِ عَلَى مَنْ كَانَ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ المُدَاهَنَةِ وَالمُرَاءَاةِ شَيْءٌ أَصْلًا، يَقُولُ الحَقَّ وَيَصْدَعُ بِهِ.

لَقِيَ الكِبَارَ: كَالسَّامُرِّيِّ، مُصَنِّفِ "المُسْتَوْعِبِ"، وَالشَّيْخِ أِبي البَقَاءِ، والشَّيخِ المُوَفَّقِ، وَكانَ حَسَنَ المُنَاظَرَةِ وَالمُحَاضَرَةِ، حُلْوَ العِبَارةِ، عَالِي الإسْنَادِ، لَهُ "مُخْتَصَرَان" وَمَجَامِيْعُ حَسَنَةٌ.

قَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ لَهُ حَلْقَةٌ بِجَامِعِ "دِمَشْقَ" وَتَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَرَوَى الكَثيْرَ، حَدَّثَ بِـ"جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ" وَبِـ"مَعَالِمِ السُّنَنِ" لِلْخَطَّابِيِّ، وأَشْيَاءٍ كَثيْرَةٍ.

قُلْتُ: لَهُ تَصَانِيْفُ عِدَّةٌ مِنْهَا: كِتَابُ "نَوَادِرُ المَذْهَبِ" كَتَبَهُ لِلْمُسْتَنْصِرِ وَ"انْتِهَازُ الفُرَصِ فِيْمَنْ أَفْتَى بِالرُّخَصِ" جُزْءٌ، وَجُزْءٌ فِي "عُقُوْبَاتِ الجَرَائِمِ" كَتَبَهُ لِلافْتِخَارِ الحَرَّانِيِّ وَالِي "دِمَشْقَ" وَكانَ لَهُ بِهِ اخْتِصَاصٌ، وَكَانَ صَالِحًا، عَادِلًا، وَلَهُ جُزْءٌ فِي "آدَابِ الدُّعَاءِ" (١).


(١) وَلَهُ جُزْءٌ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي مَعْرُوْفٍ الكَرْخِيِّ، نُسْخَةٌ مِنْهُ فِي مَجمُوعٍ فِي الظَّاهِرِيَّةِ رقم (٦٨) (ق: ٣٩ - ٤١) نُسْخَةٌ مَكْتُوبَةٌ سَنَة (٦٦٥ هـ) وَعَلَيْهَا سَمَاعٌ لِنَاسِخِهِ عَلَيِّ بْنِ =