للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَيْضًا، وَلَمْ يُفَسِّرَا (١)، وَفَسَّرَهُ السِّلَفِيُّ بِأَنَّهُ كَانَ يَتَصَرَّفُ فِي أُصُوْلِهِ بالتَّغْيِيْرِ وَالحَكِّ.

وذَكَرَ ابنُ النَّجَّارِ (٢): أَنَّ تَصَانِيْفَهُ تَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ عِلْمِهِ، وَسُوْءِ تَصَرُّفِهِ،


(١) هَذَا اتِّهَامٌ مُجْمَلٌ مِنْ شُجَاعٍ الذُّهْلِيِّ، وَالمُؤْتَمَنِ، وَتَفْسِيْرُ الحَافِظِ السِّلَفِيِّ بِأنَّه كَانَ يَتَصَرَّفُ في أُصُوْلِهِ بِالتَّغْيِيْرِ وَالحَكِّ، لا تَعْنِي حَادِثَةً بِعَيْنِهَا كَمَا في الخَبَرِ السَّابِق عَنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، فَأَيْنَ دِفَاعُ ابنِ الجَوْزِيِّ عن هَذِهِ؟!.
(٢) وَنَقَلَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ عَنِ ابنِ النَّجَّارِ أَيْضًا قَوْلَهُ فِيْهِ: "وَتَصَانِيْفُهُ تَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ فَهْمِهِ، كَانَ يُصَحِّفُ، وَكَانَ قَلِيْلَ التَّحْصِيْلِ … وَشَرَحَ "الإيْضَاح" لِأَبي عَلِيٍّ الفَارِسِيِّ، وَإِذَا نَظَرْتَ فِي كَلَامِهِ بَانَ لَكَ سُوْءُ تَصَرُّفِهِ، وَرَأَيْتُ لَهُ تَرْتِيْبًا لِـ "الغَرِيْبِ" لأبي عُبَيْدٍ قَد خَبَّطَ وَصَحَّفَ".
أَقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أعْتَمِدُ -: قَوْلُ الحَافِظُ ابنُ رَجَبٍ هَذَا غَيْرُ سَدِيْدٍ، فَابنُ النَّجَّارِ بَحْرٌ في العُلُوْمِ، قَالَ يَاقُوْتٌ في مُعْجَمِ الأُدَبَاءِ (٦/ ٢٦٤٤): "الحَافِظُ المُؤَرِّخُ، الأَدِيْبُ، العلَّامةُ، أَحدُ أَفْرَادِ العَصْرِ الأَعْلَامِ، رَحَلَ إِلَى "الشَّامِ" و"مِصْرَ" و"الحِجَازِ" و"خُرَاسَانَ". واسْتَمَرَّت رِحْلَتُهُ سَبْعًا وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، واشْتَمَلَتْ "مَشْيَخَتُهُ" عَلَى ثَلَاثَةِ آلافِ شَيْخٍ، وَكَانَ إِمَامًا، حُجَّةً، ثِقَةً، حَافِظًا، مُقْرِئًا، أَدِيْبًا، عَارِفًا بِالتَّارِيْخِ وَعُلُوْمِ الأَدَبِ، وَحُسْنِ الإِلْقَاءِ وَالمُحَاضَرَةِ، وَكَانَ لَهُ شِعْرٌ حَسَنٌ". وَقَالَ الحَافظُ الذَّهبيُّ في "التَّارِيْخِ": "وَكَانَ إِمَامًا، ثِقَةً، حُجَّةً، مُقرِئًا، مُجَوِّدًا، حُلْوَ المُحَاجَّةِ، كَيِّسًا، مُتَوَاضِعًا، ظَرِيْفًا، صَالِحًا، خَيِّرًا، مُتَنَسِّكًا" ثُمَّ قَالَ: "وَكَانَ مِنْ مَحَاسِنِ الدُّنيا".
أقُوْلُ - وَعَلَى اللهِ أَعْتَمِدُ -: وَمِن بَيْنِ مُؤَلَّفَاتِ ابنِ النَّجَّارِ "شَرْحُ المُفَصَّل" للزَّمَخْشَرِيِّ في النَّحْو كَمَا في كَشْفِ الظُّنُوْنِ (٢/ ١٧٧٥)، فَكَيْفَ يَكُوْنُ ابنُ النَّجَّارِ أَجْنَبِيُّ من هَذِهِ العُلُوْمِ؟! فَإِنْ كَانَ ابنُ النَّجَّارِ أَجْنَبِيًّا عَنْهَا، فابنُ البَنَّاءِ أَكْثَرُ بُعْدًا لَا مَحَالَةَ.
وَكِتَابُ ابنِ البَنَّاءِ "شَرْحُ الإِيْضَاحِ" في النَّحْوِ لأبي عَلِيٍّ الفَارِسِيِّ كَانَ لِي شَرَفُ الوُقُوْفِ عَلَيْهِ لأِوَّل مَرَّةٍ فِي عَصْرِنَا هَذَا، صَوَّرْتُ نُسْخَةً مِنْهُ مِنْ دَارِ الكُتُبِ المِصْرِيَّةِ، وَأُخْرَى مِنَ "الهِنْدِ"، وَهُمَا الآنَ مَحْفُوْظَتَانِ فِي مَرْكَزِ البَحْثِ العِلْمِيِّ بِجَامِعَةِ أُمِّ القُرَى، =