قَالَ: وَأَخْبَرَنَا قَاضِي القُضَاةِ أَبُو العَبَاسِ بْنُ صَصْرَى إِنَّهُمْ لَمَّا حَضَرُوا مَجْلِسَ غَازَانَ قُدِّمَ لَهُمْ طَعَامٌ فأَكَلُوا مِنْهُ إِلَّا ابْنَ تَيْمِيَّةَ، فَقِيْلَ لَهُ لِمَ لَا تَأْكُلُ؟ فَقَالَ: كَيْفَ آكُلُ مِنْ طَعَامِكُمْ وَكُلُّهُ مِمَّا نَهَبْتُمْ مِنْ أَغْنَامِ النَّاسِ، وَطَبَخْتُمُوْهُ مِمَّا قَطَعْتُمْ مِنْ أَشْجَارِ النَّاسِ؟! ثُمَّ إِنَّ غَازَانَ طَلَبَ مِنْهُ الدُّعَاءَ فَقالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ إِنَّمَا قَاتَلَ لِتَكُوْنَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا، وَجِهَادًا فِي سَبِيْلِكَ فَإِنْ تُؤَيِّدُهُ وَتَنْصُرُهُ، وَإِنْ كَانَ لِلْمُلْكِ وَالدُّنْيَا وَالتَّكَاثُرِ فَإِنْ تَفْعَلَ بِهِ وَتَصْنَعُ، وَيَدْعُو عَلَيهِ، وَغَازَانُ يُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِهِ، وَنَحْنُ نَجْمَعُ ثِيَابَنَا خَوْفًا أَنْ يُقْتَلَ فَيُطَرْطِشَ بِدَمِهِ، ثُمَّ لَمَّا خَرَجْنَا قُلْنَا لَهُ: كِدْتَ تَهْلِكُنَا مَعَكَ، وَنَحْنُ مَا نَصْحَبُكَ مِنْ هُنَا، فَقَالَ: وَلَا أَنَا أَصْحَبُكُمْ. . .".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute