للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَالتَّفْسِيْرِ، وَهُوَ فِي الفِقْهِ عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الحَدِيْثِ، يُعَظِّمُ الشَّافِعِيَّ، وَأَحْمَدَ، وَيُقَرِّبُ (١) بَيْنَهُمَا فِي أَجْوِبَتِهِ فِي الفِقْهِ مَا يُوَافِقُ قَوْلَ الشَّافِعِيِّ تَارَةً وَقَوْلَ أَحْمَد أُخْرَى، وَالغَالِبُ عَلَيْهِ اتِّبَاعُ الحَدِيْثِ عَلَى طَرِيْقَة ابنُ المُبَارِك (٢) وَنَحْوِهِ.

قَالَ: وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ الكَرَجِيُّ (٣)، شَيْخُ الشَّافِعِيَّةِ فِي بِلَادِهِ،


(١) في (جـ) و (هـ) و (ط) بطبعتيه: "يقرن".
(٢) هو عبدُ الله بنُ المُبَارَك بنِ وَاضِحٍ الحَنْظَلِيُّ التَّمِيْمِيُّ بالوَلَاءِ (ت: ١٨١ هـ) زاهِدٌ، مُجَاهِدٌ، مُحَدِّثٌ، ثِقَةٌ، مَعْرُوْفٌ. يُرَاجَعُ: سِيَرُ أَعْلامِ النُّبَلاءِ (٨/ ٣٧٨).
(٣) في (ط) بطبعتيه: "الكَرْخِيُّ" وإِنَّمَا هُوَ "الكَرَجِيُّ" بفَتْحِ الكَافِ وَالرَّاءِ، وَالجِيْمُ في آخِرِهَا، هَذِهِ النِّسْبَةُ إِلَى "الكَرَجِ" وَهِيَ بَلْدَةٌ مِنْ بِلَادِ الجَبَلِ بَيْنَ "أَصْبَهَانَ" وَ"هَمَذَانَ". يُرَاجَعُ: الأَنْسَابُ (١٠/ ١٨١)، وَمُعْجَمُ البُلْدَانِ (٤/ ٥٠٦)، وَالمَذْكُوْرُ هُنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ، أَبُو الحَسَنِ الكَرَجِيُّ (ت: ٥٣٢ هـ). قَالَ الحَافِظُ السَّمْعَانِيُّ: "رَأَيْتُهُ بِالكَرَجِ، إِمَامٌ، وَرِعٌ، فَقِيْهٌ، مُفْتٍ، مُحَدِّثٌ، خَيِّرٌ، أَديبٌ، شَاعِرٌ، أَفْنَى عُمُرَهُ في جَمْعِ العِلْمِ وَنَشْرِهِ. وَكَانَ لَا يَقْنِتُ في الفَجْرِ وَيُقُوْلُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: إِذَا صَحَّ الحَدِيْثُ فَاتْرُكُوا قَوْلِي وَخُذُوا بِالحَدِيثِ، وَصَحَّ عِنْدِي أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَرَكَ القُنُوْتَ في صَلَاةِ الصُّبْحِ. وَلَهُ قَصِيْدَةٌ في السُّنَّةِ نَحْوَ مَائَتَي بَيْتٍ، شَرَحَ فِيْهَا عَقِيْدَةَ السَّلَفِ. . ." قَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: قُلْتُ: أَوَّلُ القَصِيْدَةِ:
مَحَاسِنُ جِسْمِي بُدِّلَتْ بِالمَعَايِبِ … وَشَيَّبَ فَوْدِي شَوْبُ وَصْلِ الحَبَايبِ
[وَأَقْبَلَ شَيْبِي وَالشَّبِيْبَةُ أَدْبَرَتْ … وَقُرِّبَ مِنْ أَحْزَانِنَا كُلُّ غَائِبِ]
مِنْهَا
عَقَائِدُهُمْ إِنَّ الإله بِذَاتِهِ … عَلَى عَرْشِهِ مَعَ عِلْمِهِ بِالغَوَائِبِ
وَمِنْهَا: =