للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وَلَا أَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ عَبْدَ الرَّحْمَنَ بنَ الأَنْبَارِيَّ، كَمَالَ الدِّين أَبُو البَرَكَاتِ (ت: ٥٧٧ هـ) وَسَمَّاهُ عَبدِ الرَّحِيمِ لِلتَّعْمِيَةِ، وَسَبَقَ أَنْ ذَكَرَ ابنُ الخَشَّابِ كِتَابَهُ: "المِيْزَان" وَتَهَكَّمَ بِهِ، مِمَّا يَدُلُّ عَلى فَسَادِ مَا بَيْنِهِمَا، وَتُعْرَفُ القَصِيْدَةُ بِـ "القَصِيْدَةِ البَدِيْعَةِ الجَامِعَةِ لأَشْتَاتِ الفَضَائِلِ" وَتُوْجَدُ فِي مَجْمُوعٍ فِي دَارِ الكُتُبِ المَصْرِيَّة، كَمَا تُوْجَدُ فِي مَكْتَبَةِ جِسْتَرْبِيْتِي، وَرَأَيْتُهَا بِمَكْتَبَةٍ خَاصَّةٍ، بِخَطٍّ جَمِيْلٍ مُتْقَنٍ. وَنَقَلَهَا السُّبْكِيُّ في "طَبَقَاتِ الشَّافِعِيَّةِ" وَالسُّيُوطِيُّ فِي كِتَابِهِ "تُحْفَةِ الأَدِيْبِ فِي نُحَاةِ مُغْنِي اللَّبِيْبِ" المُجَلَّدُ الأَوَّلُ، وَرَقَة ١٧٢ فَمَا بَعْدَهَا (بِخَطِّ مُؤَلِّفِهِ). وَمِنْ أَجْوَدِ مَا رَأَيْتُ مَا جَاءَ فِي آخِرِ كِتَابِ "التَّذْكِرَةِ النَّحْوِيَّةِ" للزَّرْكَشِيِّ نُسْخَةِ كُوبَرلي (بِخَطِّ مُؤَلِّفِهَا) رقم (١٤٥٨) قَالَ: الصَّاحِبُ بَهَاءُ الدِّيْنِ بنُ الفَخْرِ عِيْسَى بنِ أَبِي الفَتْحِ الإِرْبِلِيُّ: هَذِهِ المَسَائِلُ لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَرْبَابَ العُلُوْمِ عَرَفَ شَيْئَا مِنْهَا، وَهِيَ مَائَةَ وَاثْنَا عَشَرَ بَيْتًا تَأْلِيْفُ العَلَّامَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَحْمَدَ بنِ الخَشَّابِ النَّحْوِيِّ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - وَهكَذَا نَقَلْتُهُ مِنْ "جَامِعِ الفُنُونِ" وَهِيَ هَذِهِ:
سَلَا صَاحِبَيَّ الجِزْعَ عَن أَيْمَنِ الحِمَى … عَنِ الظَّبَيَاتِ الخُرَّدِ البِيْضِ كَالدُّمَى
وَعُوْجَا عَلَى أَهْلِ الخِيَامِ بـ "حَاجِرٍ" … وَ"رَامَةَ" مِنْ أَرْضِ "العِرَاقِ" فَسَلِّمَا
وَإِنْ سَفَرَتْ رِيْحُ الشِّمَالِ عَلَيْكُمَا … وَرِيْحُ الصَّبَا فِي مَرِّهَا فتَحَكَّمَا
فَبَيْنَ خِيَامِ الحَيِّ أَغْيَدُ فِي الحَشَا … مَرِيْضُ جُفُوْنٍ لِلصَّحِيْحِ قَدَ اسْقَمَا
يُرِيْكَ الدَّيَاجِي إِنْ مَا غَدَا مُتجَهِّمًا … وَشَمْسُ الضُّحَى إِنْ مَا بَدَا مُتَبَسِّمَا
وَيَفْتَرُّ عَنْ دُرٍّ مُصَانٍ بَهَاؤُهُ … وَيَحْرُسُ بِالظَّلْمِ المُمَنَّعِ وَاللُّمَا
كَأَنَّ قَضِيْبَ البَانِ فِي مَيَسَانِهِ … رَأَى قَدَّهُ لَمَّا انْثَنَى فتَعَلَّمَا
إِذَا الرِّيحُ جَالَتْ حَوْلَ عِطْفَيْهِ أَصْبَحَتْ … تَهُبُّ نَسِيْمًا مَا أَرقَّ وَأَنْعَمَا
ثُمَّ يَقُوْلُ:
وَحُثَّا إِلَى عَبْدِ الرَّحِيْمِ رَكَائِبًا … يُخَلْنَ قِسِيَّ النَّبْعِ قُوِّمْنَ أَسْهُمَا
فَتًى جُمِعَتْ فِيْهِ الفَضَائِلُ كُلُّهَا … وَنَالَ العُلَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يتَكَلَّمَا