قَالَ النَّاقِلُ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بنَ تَيْمِيَّةَ وَقَفَ علَى هَذِهِ الأَبْيَاتِ فَقَالَ: يُمْكِنُ الإِجَابَةُ عَمَّا فِيْهَا مِنَ المَسَائِلِ لكِنْ لَيْسَ لِي فَرَاغٌ لِلإِجَابَةِ عَنْهَا".يَقُوْلُ الفَقِيْرُ إلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سُلَيْمَانَ العُثَيْمِين - عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -: فِي النَّصِّ السَّابِقِ بَهَاءُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بنُ عِيْسَى الإِرْبِلِيُّ، أَدِيْبٌ (ت ٦٩٣ هـ) يُرَاجَعُ: الحَوَادِثُ الجَامِعَةُ (٥١٩)، وَ"جَامِعُ الفُنُوْنِ" أَظُنُّ المَقْصُوْدَ كِتَابًا لأَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ بنِ شَبِيْبٍ الحَرَّانِيِّ (ت ٦٩٥ هـ) [ذكَرَهُ المُؤلِّفُ فِي مَوْضِعِهِ] وَمِنَ الكِتَابِ نُسْخَةٌ فِي بَارِيسَ، وَقَفْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أَجِدْهَا فِيْهِ، فَهَلْ هُوَ المَقْصُوْدُ؟! وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذِهِ تَدُلُّ علَى مَعْرِفَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ وَاطِّلَاعِهِ الوَاسِعِ عَلَى العُلُومِ وَالمَعَارِفِ فِي عَصْرِه، وَإِجَادَتِهِ التَّامَّةِ لَهَا، وَتَكْشِفُ لَنَا سِرَّ تزَاحُمِ الطَّلَبَةِ عَلَيْهِ، وَحِرْصِهِمْ على الأَخْذِ عَنْهُ، وَهَذَا هُوَ مَا يُعَبِّرُ عَنْهُ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ مُوَفَّقُ الدِّيْنِ بنُ قُدَامَةَ بِقَوْلِهِ: "وَحَضَرْتُ كَثِيْرًا منْ مَجَالِسِهِ لِلْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ، وَلكِنْ لَمْ أَتَمَكَّنْ مِنْ الإِكْثارِ عَلَيْهِ؛ لِكَثْرَةِ الزِّحَامِ" .. وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى جَوْدَةِ هَذِهِ الأَبْيَاتِ وَدِقَّةِ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنَ المَسَائِلِ العَوِيْصَةِ المُبْهَمَةِ أَنَّ شَيْخَ الإِسْلَامِ ابنَ تَيْمِيَّةَ أَرَادَ التَّصَدِّي لِلإِجَابَةِ عَنْ مَا فِيْهَا، وَذلكَ يَدُلُّ بِلَا شَكٍّ عَلَى عَجْزِ كَثِيْرٍ مِنَ العُلَمَاءِ عَنْ مَعْرِفَةِ أَسْرَارِهَا؛ لِذَا جَاءَ فِي نُسْخَةِ دَارِ الكُتُبِ المِصْرِيَّةِ: "قَالَ القَيْسِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - لَمْ نَرَ مَنْ شَرَحَ هَذِهِ القَصِيْدَةَ إِلَى الآنِ" وَالقَيْسِيُّ هُوَ تَاجُ الدِّيْنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْد القَادِرِ بنِ مَكْتُومٍ القَيْسِيُّ النَّحْوِيُّ (ت ٧٤٩ هـ) أَحَدُ طَلَبَةِ أَبِي حَيَّان الأَنْدَلُسِيِّ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ (ت ٧٤٥ هـ) صَاحِبِ "البَحْرِ المُحِيْطِ" وَغَيْرِهِ، وَابنُ مَكْتُوْمٍ مِنْ أعْلَمِ أَهْلِ زَمَانِهِ بِالنَّحْوِ، وَأَبْصَرِهِمْ بِتَرَاجِمِ النُّحَاةِ، وَأَكْثَرُهُمْ مَعْرِفَةً بِالمُصَنَّفَاتِ فِيهِ أَلَّفَ مُخْتَصَرًا لِـ "البَحْرِ المُحِيْطِ" لِشَيْخِهِ أَبي حَيَّانَ اسْمُهُ "الدُّرُّ اللَّقِيْطِ مِنَ البَحْرِ المُحِيْطِ" وَاخْتَصَرَ "إِنْبَاهُ الرُّوَاةِ" لِلْقِفْطِيِّ، وَأَلَّفَ "الجَمْعَ المُتَناه .. " فِي تَرَاجِمِ النَّحْوِيين، وَتَذْكِرَةً اسْمُهَا "قَيْدُ الأَوَابِدِ" نَقَلَ عَنْ هَذِهِ الأَخِيْرَةِ السُّيُوطِيُّ فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute