للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عَلى جَرِيْرٍ، بَلْ إِنَّهُ هَجَا جَرِيْرًا بِقَصِيْدَةٍ عُرِفَتْ بِـ "الدَّامِغَةِ" (دِيْوَانُهُ: ٢١٣)، فَهَجَاهُ جَرِيْرٌ هِجَاءً مُرًّا مُقْذِعًا، بِقَصِيْدَةٍ مِنْهَا البَيْتُ السَّائِرُ المَشْهُوْرُ عَلَى الأَلْسِنَةِ.
فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ … فَلَا كَعْبًا بَلَغْتَ وَلَا كِلَابَا
وَقَدْ عَدَّهُ ابنُ سَلَّامٍ فِي الطَّبَقةِ الأُوْلَى مِنْ فُحُوْلِ الإِسْلَامِيِّين، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ الأَصْمَعِيُّ ذلِكَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ (٩٠ هـ). أَخْبَارُهُ فِي: الأَغَانِي (٢٠/ ١٦٨)، وَالمُؤْتَلِفِ وَالمُخْتَلِفِ (١٢٢)، وَالشِّعْرِ وَالشُّعَرَاءِ (٤١٥)، وَخَزَانَةِ الأَدَبِ (١/ ٥٠٢) … وَغَيْرِهَا. وَلَهُ دِيْوَانُ شعْرٍ كَبِيْرٌ - فِيمَا أَظُنُّ - يُضَاهِي دِيْوَانَ جَرِيْرٍ أَوِ الفَرَزْدَقَ أَوِ الأَخْطَلَ لكِنَّهُ مَفْقُوْدٌ فَالمُتَبَقِّي من شِعْرِهِ يَدُلُّ عَلَى ذلِكَ وَقَدِ اهْتَمَّ بِشِعْرِ الرَّاعِي كُلٌّ مِنَ الأَصْمَعِيِّ (ت: ٢١٠ هـ) وَتِلْمِيْذِهِ أَبِي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيِّ (٢٤٨)، وأَبِي الحَسَنِ الأَثْرَمِ (ت: ٢٣٢ هـ) وَالبَاهِلِيِّ (ت: ٢٣١ هـ) وَجَمَعَ شِعْرَهُ أَبُو سَعِيْدٍ السُّكَّرِيُّ (ت: ٢٤٨ هـ) وَثَعْلَبٌ (ت: ٢٩٢ هـ) وَأَبُو بَكْرِ بنُ الأنْبَارِيِّ (ت: ٣٢٨ هـ) وَنَسَخَ دِيْوَانَ الرَّاعِي ابنُ دُرَيدٍ (ت: ٣١٠ هـ) وَقَرَأَهُ عَلَيْهِ تِلْمِيْذُهُ أَبُو عَلِيٍّ القَالِي (ت: ٣٥٦ هـ) فَلَعلَّهُ أَدْخَلَهُ مَعَهُ إلى "الأنْدَلُسِ" لِذلِكَ رَوَاهُ ابنُ خَيْرٍ الإشْبِيْلِيُّ في فِهْرِسْتِهِ (٣٩٧).
وَلَمَّا لَمْ يَبِنْ أَثَرٌ لأَيِّ مَجْمُوْعٍ مِنْ شِعْرِ الرَّاعِي، أَوْ رِوَايةٍ مِن رِوَايَاتِهِ المُسْنَدَةِ اهتَمَّ العُلَمَاءُ المُعَاصِرُوْنَ بِجَمْعِ شِعْرِهِ مِنَ المَصَادِرِ المُخْتَلِفَةِ، فَجَمَعَ أُسْتَاذُنَا مُحَمَّد نَبِيْهِ حِجَاب كِتَابًا عَنْ حَيَاةِ الرَّاعِي وَشِعْرِهِ، وَطبع في القَاهرة سَنَةَ (١٩٦٣ م) وَفِي سَنَةِ (١٩٦٤ م) جَمَعَ المُسْتَشْرِقُ الإِيْطَالِيُّ جُيوفَانِي أُومان شِعْرَ الرَّاعِي وَنُشِرَ في نابولي في مِجَلةٍ اسْتِشْرَاقِيَّة، وَفي العَام نَفْسِهِ (١٩٦٤ م) صَدَرَ بِـ "دمشق" شِعْرُ الرَّاعِي النُّمَيْرِيِّ وَأَخبَارُهُ فِي مَجْمَعِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ جَمَعَهُ الدُّكتُور نَاصر الحَاني، وَرَاجَعَهُ عِزُّ الدِّين التَّنُوخِي. وَفِي سَنَةِ (١٩٦٦ م) نَشَرَ المُسْتَشْرِقُ الإيْطَالِيُّ السَّابِقُ الذِّكْرِ تَتِمَّةً لِمَا جَمَعَهُ مِنْ شِعْرِ الرَّاعِي. وَوُجِّهَتِ انتقَادَاتٌ وَمَلْحُوْظَاتٌ وَاسْتِدْرَاكَاتٌ عَلَى طَبْعَةِ دمشق المَذْكُوْرَةَ - لأَنَّهَا هِيَ الأَشْهَرُ -؛ بِأَنَّهَا لَا تَفِي بِالغَرَضِ وَأَعَادَ الفَاضِلَان الدُّكتور نُوري حَمُّودِي =