للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام طغتكين بن أيوب بن شادى أخو السلطان صلاح الدين الأيوبى قاصدا؛ لاختلاف وقع فيها وفتنة حدثت مؤامرتها. وضرب أبنيته بالزاهر، ودخل مكة فطاف بالبيت، ودعى له على قبة زمزم، وسعى وهو ماش على قدمية شوطين من السّعى وهرول بين الميلين الأخضرين، ثم قيّده الإعياء فركب وأكمل السعى راكبا، ثم دخل المسجد وفتح له باب الكعبة الشريفة، ودخل وحده مع زعيم الشيبيين محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ديلم الشيبى (١)، وأغلق الباب، وتمادى مقامهما فى البيت مدّة طويلة، ثم خرج، وفتح الباب للكافة من أصحابه، وكان قدم صحبته جماعة من حجاج (٢) مصر وغيرها اغتناما لطريق البرّ والأمن، منهم القاضى أبو إسحاق إبراهيم بن أبى الأغرناطى المتحاقر-ثم ركب الأمير سيف الدين وخرج إلى مضرب أبنيته. ثم فى يوم الخميس خلع الأمير سيف الدين على الأمير مكثر خلعة حسنة، وهى خلعة ذهب وعمامة شرب رقيق سحابى اللون مصفحة بالذهب ومن (٣) الخليفة خلعتان من الديبق المرقوم البديع الصنعة. ثم فى يوم الجمعة وصل الأمير سيف الإسلام أوّل الوقت، وفتح له باب البيت، فدخله مع الأمير مكثر، وأقام به مدة طويلة ثم خرجا، وتزاحم الناس للدخول تزاحما عظيما، حتى أزيل الكرسى الذى يصعد عليه، فلم يغن ذلك شيئا وأقاموا


(١) العقد الثمين ١:٤١٤ برقم ٩٦.
(٢) فى الأصول «حجاب».
(٣) فى الأصول كلمة لا تقرأ. ولعل الصواب ما أثبته.