الدهر مجاورة هذه البنية، والاجتماع فى بطاحها، واعتمدوا بعد اليوم أن تعاملوا هؤلاء القوم بالشر، (١) يوهنوكم من طريق الدنيا (١) والآخرة، ولا يرغّبوكم بالأموال والعدد والعدد؛ فإن الله قد عصمكم وعصم أرضكم بانقطاعها وأنّها لا تبلغ إلا بشقّ الأنفس، ثم غدا أبو عزيز على أمير الركب وقال: اسمع الجواب. ثم أنشد ما نظمه فى ذلك، قصيدة أولها: -
بلادى وإن هانت علىّ عزيزة … ولو أننى أعرى بها وأجوع
ولى كفّ ضرغام أصول ببطشها … وأشرى بها بين الورى وأبيع
تظلّ ملوك الأرض تلثم ظهرها … وفى بطنها للمجدبين ربيع
أأجعلها تحت الرّحى ثم أبتغى … خلاصا لها إنى إذا لرقيع
وما أنا إلا المسك فى كلّ بلدة … أضوع وأما عندكم فأضيع
فقال له أمير الركب: يا شريف، أنت ابن بنت رسول الله ﷺ، والخليفة ابن عمك، وأنا مملوك تركى لا أعلم من الأمور التى فى الكتب ما علمت، ولكنى قد رأيت أن هذا من شرف العرب الذين يسكنون البوادى، ونزعات قطّاع الطريق ومخيفى السبيل؛ حاش لله أن أحمل هذه الأبيات عنك إلى الديوان العزيز، فأكون قد جنيت على بيت الله وبنى بنت نبيّه ﷺ ما ألعن عليه فى الدنيا والآخرة،
(١) كذا فى م والعقد الثمين ٥٠:٧، ودرر الفرائد ٢٧٠. وفى ت «يوهنه ويوهن عزكم فى الدنيا .. الخ».