للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أنشأ يقول:-

فى الذاهبين الأولي … ن من القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردا … للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومى نحوها … تمضى الأكابر والأصاغر

أيقنت أنى لا محا … لة حيث صار القوم صائر (١)

ويقال: إن النبى قال للجارود (٢) بن عبد الله لما قدم عليه وسأله عن قسّ بن ساعدة: يا جارود، فلست أنساه بسوق عكاظ على جمل له أورق، وهو يتكلم بكلام مونق، ما أظن أنى أحفظه، فهل منكم يا معشر المهاجرين والأنصار من يحفظ لنا منه شيئا؟ فوثب أبو بكر وقال: يا رسول الله إنى أحفظه، وكنت حاضرا ذلك اليوم بسوق عكاظ، حين خطب فأطنب، ورغّب ورهّب، وحذّر وأنذر، وقال فى خطبته: أيها الناس اسمعوا وعوا، وإذا وعيتم فانتفعوا؛ إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، مطر ونبات، وأرزاق وأقوات، وآباء وأمهات، وأحياء وأموات، جميع وأشتات، وآيات بعد آيات؛ إن فى السماء لخبرا، وإن فى الأرض لعبرا، ليل داج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات رتاج، وبحار ذات أمواج. ما لى أرى الناس يذهبون فلا يرجعون!! / أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا هناك فناموا؟ أقسم قس قسما حقا لا حانثا


(١) البداية والنهاية ٢:٢٣٦،٢٣٧.
(٢) هو الجارود بن المعلى بن حنش بن معلى العبدى، كان نصرانيا حسن المعرفة بتفسير الكتب وتأويلها، عالما بسير الفرس وأقاوليها، بصيرا بالفلسفة والطب، ظاهر الدهاء والأدب، كامل الجمال. ذا ثروة ومال، وفد على النبى وأسلم فى رجال من عبد القيس. (البداية والنهاية ٢:٢٣٢، والاستيعاب ١:٢٦٢، والإصابة ١:٢١٦،٢١٧)