للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما أخرجت كسوة الكعبة لتعمل على البيت صعد كريم الدين الكبير إلى أعلى الكعبة بعد ما صلى بجوفها، ثم جلس على العتبة ينظر إلى الخياطين، فأنكر الناس استعلاءه على الطائفين، فبعث الله عليه - وهو جالس - نعاسا سقط منه على أم رأسه من علوّ البيت، فلو لم يتدراكه [الناس] (١) من تحته لهلك. وصرخ الناس فى الطواف تعجبا من ظهور قدرة الله سبحانه فى إذلال المتكبرين.

وانقطع ظفر كريم الدين فتصدّق بمال كثير (٢).

وسأل المجاورون بمكة، ومن بها من التجار السلطان أن يخلّف عندهم عسكرا تمنع حميضة بن أبى نمى إن هو قصد أهل مكة بسوء، فجرّد - ممن كان معه - الأمير شمس الدين آق سنقر شاد العمائر (٣)، ومعه مائة فارس (٤).

وفيها كان أمير الحاج المصرى سيف الدين طرجى (٥) أمير مجلس (٦).


(١) إضافة عن درر الفرائد ٢٩٧.
(٢) وانظر السلوك للمقريزى ١٩٨:٢/ ١، والنجوم الزاهرة ٦٠:٩.
(٣) شاد العمائر: هو المتكلم على العمائر السلطانية، والمشرف على تنفيذ ما يأمر السلطان بإحداثه أو تجديده من المساجد أو المنازل والقصور أو الأسوار والحصون. (صبح الأعشى ٢٢:٤).
(٤) العقد الثمين ٩٦:٦.
(٥) فى الأصول «طوسى»، والمثبت عن السلوك للمقريزى ١٩٧:٢/ ١، ٢٠٣، والنجوم الزاهرة ٥٩:٩.
(٦) أمير مجلس: هو الذى يتولى شئون مجلس السلطان ويتحدث على الأطباء والكحالين ومن شاكلهم ولا يكون إلا واحدا. (صبح الأعشى ١٨:٤).