للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنصرهم الله عليه وكسروه، وهرب من مماليك الأمراء ثلاثة ولجئوا إلى حميضة (١).

وفيها لما وصل السلطان إلى قلعة الجبل بعد الحج خرج الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب - وكان هو من الأمراء مقدمى الألوف - ببعض عدته وخرج معه مائة فارس من المماليك السلطانية ليقيموا بمكة بدل الأمير آق سنقر الذى استخلفه بمكة، وخرج من القاهرة يوم الأربعاء سادس ربيع الأول، ووصل إلى مكة وأقام بها ومنع أهلها من حمل السلاح - السكين فما فوقها - وبعث إلى حميضة - وكان بقرب نخلة - يستميله إلى الطاعة والتوجّه إلى الأبواب السلطانية، فسأل رهينة عنده من الأمير ركن الدين تكون عند أهله ويحضر؛ فأجاب الأمير ركن الدين إلى ذلك وجهّز أحد أولاده وهو الأمير علىّ، وجهز معه هدية لحميضة، ولم يبق إلا أن يتوجه فأتاه فى ذلك اليوم رجل من العرب وأخبره بقتل حميضة، فأنكر وقوع ذلك وظن ذلك مكيدة لأمر ما، لكنه توقف عن إرسال ولده حتى يتبين له الحال، فلما كان فى مساء ذلك اليوم طرق باب المعلاة بمكة ففتح فإذا مملوك اسمه، أسندمر، وهو أحد المماليك الثلاثة الذين كانوا قد التحقوا بحميضة وهو راكب حجرة حميضة التى تسمى جمعة - وكان السلطان قد طلبها من حميضة فشح بإرسالها - وأخبر أسندمر أنه قتل حميضة؛ اغتاله وهو نائم، وجرّد سيفه فإذا به أثر الدم،


(١) وسيرد ذكر هؤلاء الأمراء الثلاثة فى خبر مقتل حميضة. وانظر العقد الثمين ٢٤٥:٤.