للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك فى جمادى الآخرة. وسبب قتلهم له أنهم خافوا من دخوله فى الطاعة، وأنه يرسلهم إلى حضرة السلطان فقتلوه؛ وتوجّهوا فى وادى شعبة وحضروا إلى مكة. وجهز الأمير ركن الدين من توجّه لإحضار سلب حميضة والمملوكين اللذين بقيا معه، فأحضر السلب وأحد المملوكين، وقيل إن الثالث مات - وهو مملوك الأمير سيف الدين بكتمر الساقى - فألزم صاحب نخلة بإحضاره، وتوعده إن تأخر عن حضوره [فأحضره] (١).

وأرسل ركن الدين ولديه ناصر الدين محمد وشهاب الدين أحمد إلى الأبواب السلطانية بهذا الخبر، فوصلا إلى السلطان، فأنعم عليهما، وعاد الجواب إلى الأمير ركن الدين بطلبه؛ فتوجه من مكة فى مستهل شعبان، وصحبته المماليك الثلاثة الذين كانوا هم سبب قتل حميضة، ووصلوا إلى الأبواب السلطانية فى العشر الأول من شهر رمضان، فلما وصل شمله الإنعام الشريف، وأمر السلطان بقتل أسندمر قاتل حميضة قودا به فى شوال (٢).

وفيها أطلق السيد رميثة مع جماعة من الأمراء من الجب بالقاهرة، وتوجّه إلى مكة وصحبته الأمير سيف الدين أرغون الدوادار نائب السلطنة بمصر هو وبنوه وأولاده ومماليكه، فوصلوا مكة فى ثالث عشرى ذى القعدة، فتألم أهل مكة لوصول السيد رميثة إلى مكة؛


(١) إضافة عن العقد الثمين ٢٤٤:٤.
(٢) العقد الثمين ٢٤٣:٤ - ٢٤٥، والسلوك للمقريزى ٢٠٩:٢/ ١.