للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعتنى أبو سعيد بن خربندا بأمر حاج العراق عناية تامة، وحلّى المحمل بالحرير، ورصّعه بالذهب وباللؤلؤ والياقوت وأنواع الجوهر؛ فقوم ذلك بمائة تومان ذهب. قال الذهبى: وحسبنا ذلك بمائتى ألف دينار وخمسين ألف دينار من الذهب المصرى، وجعل للمحمل جترا (١) ينصب عليه إذا وضع. فلما مر ركب العراق بعرب البحرين خرج عليهم ألف فارس يريدون أخذهم، فتوسط الناس بينهم على أن يأخذوا من أمير الركب ثلاثة آلاف دينار. فلما قيل لهم إنما جئنا من العراق بأمر الملك الناصر صاحب مصر وكتابه إلينا بالمسير للحجاز أعادوا المال وقالوا: لأجل السلطان الملك الناصر نخفركم بغير شئ. ومكنوهم من المسير، فبلغ ذلك السلطان فسرّ به وبالغ فى الإنعام على العربان، وكان السلطان قد بعث إلى أمراء المغل وأعيانهم الخلع، فلما انقضى الحج خلع عليهم الأمير أرغون، ودعا لأبى سعيد بعد الدعاء للسلطان بمكة (٢).

وكان أمير الركب المصرى بهاء الدين أصلم (٣)، وكانت الوقفة يوم الجمعة (٤).


(١) الجتر: هو المظلة التى ترفع على رأس السلطان، وتسمى القبة والطير، وهى من رسوم الدول الفاطمية، والمراد هنا قبة على شكل مظلة ترفع فوق المحمل إذا وضع على الأرض.
(٢) شفاء الغرام ٢٤٤:٢، والسلوك للمقريزى ٢١٤:٢/ ١، ٢١٥، ودرر الفرائد ٢٩٨، ٢٩٩.
(٣) فى الأصول «أظلم» والمثبت عن المرجعين السابقين.
(٤) المراجع السابقة.