للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنه لم يلق ركب الحجاج. فكتب بإحضارهما؛ فلما ورد المرسوم بطلب الشريفين إلى مصر اتفقا وخرجا عن الطاعة، فشقّ ذلك على السلطان وعزم على إخراج بنى حسن من مكة. وتقدم إلى الأمير أيتمش: أمير مائة مقدم ألف (١)، أن يخرج بعسكر إلى مكة، وعين معه من الأمراء: الأمير طيدمر الساقى، والأمير آقبغا آص، والأمير آق سنقر، والأمير طرقش [والأمير] (١) طقتمر الأحمدى، والأمير طقتمر الصلاحى. وأربعة عشر من مقدمى الحلقة، وعدة من أعيان أجناد الحلقة.

ثم استدعى [السلطان] (٢) الأمير أيتمش بدار العدل، وقال له بحضرة القضاة: لا تدع فى مكة أحدا من الأشراف، ولا من القواد، ولا من عبيدهم، وناد بها: من أقام منهم حلّ دمه، ثم احرق جميع وادى نخلة، وألق فى نخلها النار حتى لا تدع شجرة مثمرة ولا دمنة عامرة، وخرّب ما حول مكة من المساكن، وأخرج حرم الأشراف منها، وأقم بها بمن معك حتى يأتيك عسكر آخر. فقام فى ذلك قاضى القضاة جلال الدين [محمد] (٢) القزوينى ووعظ السلطان، وذكّره بوجوب تعظيم الحرم، إلى أن استقر الأمر على أن


(١) أمير مائة مقدم ألف: هى مرتبة حربية يكون فى خدمة حاملها مائة مملوك فارس، ويقدم فى الحروب على ألف جندى من أجناد الحلقة، وكان أصحاب هذه المرتبة أعلى مراتب الأمراء، وكان بيدهم فى أيام المماليك جميع المناصب العليا. (انظر هامش السلوك للمقريزى ٢٣٩:١/ ١).
(٢) إضافة عن السلوك للمقريزى ٣٢٩:٢/ ٢.