للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتب لرميثة أمان وتقليد بإمرة مكة. وسار العسكر من ظاهر القاهرة فى نصف صفر، وعدتهم ستمائة (١) فارس، فوصلوا مكة فى العشر الأول من ربيع الآخر، ولم يروا فى طريقهم أحدا من العرب ولا من غيرهم، ووجدوا الشريفين عطيفة ورميثة وأولادهما وعسكرهما لما سمعوا ١٥٠ بوصول العسكر إلى مكة هربوا إلى جهة اليمن، وهرب الناس من مكّة إلى نخلة وغيرها. وكان الشريف رميثة قد جمع عربا كثيرا يريد محاربة الأمراء، فكتب إليه الأمير أيتمش يعرّفه بأمان السلطان له، وتقليده إمرة مكة، ويحثه على الحضور إليه، ويرغّبه فى الطاعة، ويحذره عاقبة الخلاف، ويهدده على ذلك، ويعرفه بما أمر به السلطان من إجلاء بنى حسن وأتباعهم عن مكة. فلما وقف على ذلك اطمأن إلى الأمير أيتمش، وأجابه بما كان قد عزم عليه من الحرب لو أن غيره قام مقامه، وطلب منه أن يحلف له هو ومن معه ألا يغدروه، وأن يقرضه خمسين ألف درهم يتعوضها من إقطاعه. فتقرر الحال على أن بعث إليه الأمير أيتمش خيرا كثيرا، من الزاد والدقيق والشعير والبقسماط والكعك والرقاق والسكر وغير ذلك، ومبلغ أربعين (٢) ألف درهم، فقدم حينئذ، فلما قارب مكة ركب الأمير أيتمش ومن معه إلى لقائه، فإذا عدة من قواده مع وزيره قد تقدموه ليحلّفوا له العسكر،


(١) كذا فى الأصول. وفى المرجع السابق «سبعمائة فارس».
(٢) كذا فى الأصول. وفى السلوك للمقريزى ٣٣١:٢/ ٢ «مبلغ خمسة آلاف درهم».