للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاء الله، وسبلها للناس؛ فشرب منها الصغير والكبير والقاصى والدانى، وتصدّق على الناس يومئذ بدراهم كثيرة، وثياب كثيرة للإحرام، ووصل إليه فى يلملم أمير مكة الشريف رميثة بن أبى نمى، ومعه سائر الأشراف وأعيان أهل مكة، فلما حضروا بين يدى المجاهد تصدّق عليهم أجمعين على قدر مراتبهم، وأعطى رميثة من النقد ١٦٤ أربعين ألف درهم جددا مجاهدية، وأعطاه من الكسوة وأنواع الطيب والمسك والعنبر والعود ما يحمله أربعة من الحمالين، وأعطاه عدة من الخيل والبغال كوامل العدد والآلات، وخلع عليه وعلى من معه من الأشراف، ثم سار إلى مكة فدخلها عشاء ليلة الأربعاء ثانى ذى الحجة - وقيل فى ليلة هلال ذى الحجة - فطاف وسعى، ودخل الكعبة الشريفة بعد سعيه، فلما خرج من الكعبة الشريفة دخل مدرسته المجاهدية، ثم خرج إلى المخيم فى آخر ليلته، فلما أصبح صلّى الصبح، ثم دخل مكة؛ فأقام فى مدرسته نهار الأربعاء وليلة الخميس ويوم الخميس، وهو يشاهد الكعبة ومن يطوف بها من الناس (١).

وفى يوم الجمعة رابع ذى الحجة وصل أمير الركب المصرى وكسا الكعبة كسوة حسنة (٢).

وفى يوم السبت خامس الشهر وصل أمير الركب الشامى ومن معه من الصفديين والحلبيين وغيرهم، وكسا أمير الركب الشامى البيت كسوة فاخرة (٢).


(١) شفاء الغرام ٢٤٧:٢، والعقود اللؤلؤية ٧٠:٢، ٧١.
(٢) العقود اللؤلؤية ٧١:٢.