للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عدة جمال الرجبية الذين نزلوا من عقبة أيلة؛ حصرهم فارس الدين وعدّهم واحدا واحدا، فكانوا أحد عشر ألف جمل وخمسمائة جمل، ورسم أن ينزلوا من العقبة وهو واقف يعدهم/ ١٧٣ ويطلق لكل واحد جماله - شيئا بعد شيء - فأقاموا ينزلون ثلاثة أيام، وأقاموا فى رابغ إلى أن أهلّ رمضان، فأحرموا بعمرة آفاقية (١) من الميقات، ودخلوا مكة فى رابع رمضان، وناس فى الخامس.

واجتهد فارس الدين فى إصلاح المسجد الحرام، وجدد الأعمدة المتجددة حول المطاف، وشرع فى عمارة عين جوبان فنازعه عرب بنى شعبة، فجمع لهم وقاتلهم؛ فقتل منهم جماعة وجرح كثيرا وهزمهم، وقتل له مملوكان. وأصلح [العين] (٢) حتى جرى ماؤها بقلّة (٣).

وفيها - فى آخرها وأول التى بعدها - وصل السيد مبارك بن عطيفة من اليمن إلى مكة، وقصد أن يدخلها فاهتم بذلك، ثم ألقى الله فى قلبه الرّعب فتوجه إلى سواكن وحاصرها، وقاتل أهلها. ثم قتل فى جمادى الأولى من السنة بعد هذه (٤).


(١) آفاقية: المراد أن كل واحد من المعتمرين نوى عمرته منفردا.
(٢) إضافة عن السلوك للمقريزى ٧٩٨:٢/ ٣.
(٣) وانظر فى إصلاح هذه العين السلوك للمقريزى ٧٦٦:٢/ ٣، ٧٦٨، ٧٦٩، ٧٩٨.
(٤) العقد الثمين ١٢٣:٧.