للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها - أو فى التى بعدها - وقع الغلاء بمكة شديدا، بلغت الحنطة إلى نحو ثلاثمائة درهم الإردب، والذرة الغرارة إلى نحو المائة، ووصل الدقيق - فى الموسم - إلى ستة وأربعين درهما الويبة، والشعير إلى سبعين درهما الويبة (١).

فيها وقع بمكة والطائف وجدة وعامة بلاد الحجاز وبواديها وباء عظيم حتى جافت البوادى، وهلك كثير من الجمال، وقيل أنه لم يبق بجدة سوى أربعة أنفس، وخلت الطائف ولم يبق فيها إلا القليل، وكان يموت من أهل مكة فى كل يوم نحو من عشرين نفسا ودام مدة ثم ارتفع. وهذا الوباء كان عاما فى جميع البلاد، وهو بديار مصر أعظم ما كان (٢).

وفيها قصد المجاهد صاحب اليمن الحج، فأرسل بعض رواده فسمع بكثرة أهل مصر فبطل.

وفيها فى سلخ رجب أوقف العز إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأصبهانى الرباط المعروف به بزقاق الحجر على الفقراء والمساكين والمجاورين من أهل الخير والديانة من أى صنف كانوا من العرب والعجم (٣). ويكون النظر إليه وإلى عقبه [من] (٤) بعده، فإذا


(١) السلوك للمقريزى ٧٩٨:٢/ ٣.
(٢) شفاء الغرام ٢٧٣:٢، والمرجع السابق، وانظر النجوم الزاهرة ١٠:
١٩٥ - ٢١٣.
(٣) شفاء الغرام ٣٣٤:١.
(٤) إضافة عن العقد الثمين ٢٤٠:٣.