للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ضحى يوم وصول السيد عجلان من مصر وقعت صاعقة وريح سوداء ومطر، ووقع فى حال وقوع الصاعقة جميع الأعمدة المتخذة حول المطاف التى جددها فارس الدين فى سنة تسع وأربعين، ولم يبق منها إلى عمودين، وانكسر منها جملة وتبدد ما فيها.

وفيها كان أمير الحاج الأمير فارس الدين، ومعه عدة من مماليك الأمراء، وحاج كبير جدا، ومال من بيت المال ومن مودع الحكم (١) لعمارة عين جوبان بمكة، ومبلغ عشرة آلاف درهم للعرب بسبب العين المذكورة، فرسم أن تكون مقررة لهم فى كل سنة.

وفيها حج محمد بن يوسف أحد مقدمى الدولة على ستة قطر جمال، /وثلاثة قطر هجن بطبل وبيزه (٢) كما يحج الأمراء بحيث كان ١٧٦ معه نحو مائتى عليقة.


(١) فى الأصول «موقع الحكم» والمثبت من السلوك للمقريزى ٢/ ٣:
٨٠٧، ودرر الفرائد ٣٠٨. وفى هامش السلوك للمقريزى ٨٦٤:١/ ٣ «مودع الحكم: عبارة عن صندوق لحفظ مال يوضع فى عهدة قاضى القضاة. تحفظ فيه أموال اليتامى القصر، وأموال الغائبين، وكان الأمير يلبغا العمرى أول من اتخذ لأموال اليتامى تابوتا توضع فيه، ويوضع فيه أيضا مال من لا وارث له. وكان مودع الحكم فى زمن المقريزى فندق مسرور الكبير الواقع على يسرة السالك من سوق باب الزهومة إلى الحريرين بالقاهرة».
(٢) هذا اللفظ فى م غير منقوط، وفى ت «ننرة» والمثبت من السلوك للمقريزى ٨١٨:٢/ ٣، ورجح محققه أن المقصود به قماش يكسو الطبل على ظهور الجمال كما هو الحال فى مصر فى العصر الحاضر. ونرجح أن اللفظ هو تحريف للفظ بازة وهى نوع من الطبول الصغيرة منها ما يحمل على الخيل والجمال ومنها ما يعلقه الرجل على كتفه فيكون أمام صدره، ومنها ما يحمل فى اليد ويدق عليه بسير جلد.
ولا تزال هذه الأنواع موجودة إلى وقتنا هذا.