للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالتقوا فيه بشرب من عكاظ، وعليهم رؤساؤهم الذين كانوا قبل، ولم يكن يوم أعظم منه، فحمل يومئذ ابن جدعان ألفا على ألف بعير، فالتقوا، وقد كان لهوازن على كنانة يومان متواليان؛ يوم شيظمة ويوم العبلاء، فخشوا مثلها وحافظوا يومئذ، وقيّدت فيه بنو أمية أنفسهم، وحافظت مخزوم فصبرت، وبنو عبد مناة بن كنانة لتعفى على صنيعها، وصنيع بلعاء يوم شيظمة، وصابرت نصر وثقيف؛ وذلك أن عكاظا بلد لهم به نخل وأموال فلم يغنوا شيئا، فقاتلوا حتى أمسوا وانهزموا. وذكر شعرا لابن الزّبعرى يمدح به نفرا من قريش.

ثم قال، وحدثنى الزبير بن أبى بكر، قال حدثنى محمد بن الضحاك، عن أبيه قال: العنابس: حرب، وأبو حرب، وسفيان بنو أمية (١)، وإنما سموا بالعنابس لأنهم عقلوا أنفسهم يوم عكاظ، وقاتلوا قتالا شديدا، فشبهوا بالأسد، والأسد يقال له: العنبس.

ثم قال: وحدثنا الزبير بن أبى بكر قال، حدثنى مصعب بن عثمان، ومحمد بن الضحاك الحزامى: أن خويلد بن أسد كان يوم عكاظ على بنى أسد بن عبد العزّى.

ذكر يوم الحريرة:

حدثنى الأزدى حسن بن حسين قال، حدثنى محمد بن حبيب الهاشمى، عن أبى عبيدة قال: كانت فيه الدائرة لهوازن على


(١) وفى شفاء الغرام ٢:٩٤ «العنابس: حرب، وأبو حرب، وأبو سفيان بنو أمية».