للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنانة. وهو آخر أيامهم، وهى حرّة إلى جنب عكاظ (١) مما يلى مهبّ جنوبها لمن يقبل يريد مكة من مهب صباها حتى ينقطع دوين قرن. فكان رؤساؤهم الذين كانوا إلاّ بلعاء فإنه مات، وكان بعده الرئيس عليهم جثامة بن قيس، وقتل يومئذ أبو سفيان بن أمية.

ومن كنانة ثلاثة رهط، قتلهم عثمان بن أسيد بن مالك بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة، وقتل ورقاء بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن عمرو بن عامر أبا مكنف (٢) وابنى إياس وعمرا وابن أيوب، وقد ذكرهم خداش بن زهير فى شعره.

فهذه أيام الفجار الخمسة التى تزاحفوا فيها فى أربع سنين:

أولهن يوم نخلة حين تبعتهم هوازن، فكان كفافا لا على هؤلاء ولا على هؤلئك. ثم يوم شيظمة فكان لهوازن على كنانة. ثم يوم عكاظ الأوّل-وهو يوم العبلاء-فكان لهوازن على كنانة. ويوم عكاظ الثانى-وهو يوم شرب-كان لبنى كنانة على هوازن، ولم يكن بينهم يوم أعظم منه. ثم يوم الحريرة وهو آخر أيام مزاحفاتهم.

قال: ثم كان الرجل يلقى الرجل أو الرجلين أو أكثر من ذلك أو أقل فيقتتلون، فربما قتل بعضهم بعضا. ولقى ابن محميّة أخو بنى الدّيل بن بكر أبا خداش بن زهير بالصفاح (٣)، فقال ابن زهير:


(١) الحريرة: موضع بين الأبواء ومكة قرب نخلة وبها كانت الوقعة الرابعة من وقعات الفجار. (معجم البلدان لياقوت).
(٢) فى الأصول «كنف». والمثبت عن شفاء الغرام ٢:٩٥.
(٣) الصفاح: موضع بين حنين وأنصاب الحرم على يسار الداخل إلى مكة من مشاش، ومشاش جبل فى وسط عرفات متصل بجبال تصل إلى مكة. (معجم البلدان لياقوت) وانظر التعليق ٣ ص ٣٤