للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فركب أهل اليمن الذلة، والتجأ المجاهد إلى دهليزه (١)، وقد أحيط به وقطعت أطنابه، وألقوه إلى الأرض، فخرج المجاهد على وجهه ومعه أولاده، فلم يجد طريقا؛ فسلّم ولديه إلى بعض الأعراب، وعاد بمن معه وهم يصيحون: الأمان يا مسلمين (٢). فأخذوا وزيره، وتمزقت عساكره فى تلك الجبال، وقتل خلق كثير، ونهبت أموالهم وخيولهم حتى لم يبق لهم شئ، وما انفصل الحال إلى غروب الشمس. وفر ثقبة بعربه (٣)، وأخذ عبيد السيد عجلان جماعة من الحجاج فيما بين مكة ومنى، وقتلوا جماعة.

فلما أراد طاز الرحيل من منى سلّم أم المجاهد وحريمه للشريف عجلان، وأوصاه بهن، وركب معه المجاهد محتفظا به، وبالغ فى إكرامه، وصحب معه أيضا الأمير بيبغاروس مقيدا. وبعث الأمير طقطاى مبشّرا. ولما قدم الأمير طاز المدينة الشريفة قبض على الشريف طفيل (٤).


(١) الدهليز: يطلق على الخيمة التى تصاحب السلطان أو الأمير حين يخرج للحرب أو للحج أو للصيد. (وانظر هامش السلوك للمقريزى ٢٤٨:١/ ١).
(٢) كذا فى الأصول، والسلوك للمقريزى ٨٣٢:٢/ ٣. حكاية لصياح المستغيثين.
(٣) فى م «بعرفة». وفى ت «إلى عرفة» والمثبت عن السلوك ٢/ ٣:
٨٣٢ - وفى النجوم الزاهرة ٢٢٧:١٠ «بعبيده وعربه».
(٤) وانظر مع المرجعين السابقين العقد الثمين ١٧١:٦، ١٧٢، وشفاء الغرام ٢٤٧:٢، ٢٤٨، والعقود اللؤلؤية ٨٤:٢، ٨٥، ودرر الفرائد ٣٠٨، ٣٠٩.