للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلاح داريته من المشى معه بالسلاح، ولم يمكنوه من حمل الغاشية (١)، ودخلوا به مكة فطاف وسعى، وسلم على الأمراء واعتذر إليهم، ومضى إلى منزله. وصار كل منهم على حذر حتى وقفوا بعرفة وعادوا إلى الخيف من منى، فاتفق أن أمير الركب المصرى بزلار عاد من مكة إلى منى فرأى خادما للمجاهد سائرا، فبعث يستدعيه فلم يأته، وضرب مملوكه بحربة فى كتفه بعد مفاوضة (٢) جرت بينهما؛ فماج الحاج وركب بزلار وقت الظهر إلى طاز فلم يصل إليه حتى أقبلت الناس جافلة تخبر بركوب المجاهد بعسكره للحرب، وظهرت لوامع أسلحتهم، فركب طاز وبزلار والعسكر - وأكثرهم بمكة - فكان أول من صدم أهل اليمن الأمير بزلار - وهو فى ثلاثين فارسا فأخذوه فى صدورهم إلى أن أرموه قريب خيمة؛ ومضت فرقة منهم إلى طاز؛ فأوسع لهم ثم عاد عليهم. وركب الشريف عجلان والناس، فبعث طاز لعجلان: أن احفظ الحاج ولا تدخل بيننا فى ١٨٢ حرب [ودعنا مع غريمنا] (٣) واستمر القتال بينهم إلى بعد العصر،


(١) الغاشية: غطاء من أديم مخرز بالذهب، تحمل بين يدى السلطان عند الركوب فى المواكب الحفلة كالأعياد ونحوها، يرفعها الركاب دارية على يديه ويلفتها يمينا وشمالا، بحيث يخالها الناظر جميعها مصنوعة من الذهب. وانظر صبح الأعشى ٧:٤.
(٢) فى ت «مقاومة» والمثبت من م، والسلوك للمقريزى ٨٣٢:٢/ ٣، والنجوم الزاهرة ٢٢٦:١٠.
(٣) إضافة عن السلوك للمقريزى ٨٣٢:٢/ ٣، والنجوم الزاهرة ١٠:
٢٢٧ -