للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمراء. فاجتمع الأشراف وقت رحيلهم وأرادوا أن ينهبوا ثقل مصر ويقتلوهم، ويخلصوا المجاهد؛ فردهم الشريف عجلان، وسلم أهل الركب، وقتل بعض من كان متأخرا فى مكة وفى طريق الحرم. وأما الأشراف ثقبة وسند ومغامس فهربوا، وساروا إلى جهة اليمن.

ويقال إن المصريين همّوا بالقبض على السيد عجلان لأنه ربما أظهر للمجاهد أنه معه على المصريين، فلما علم بذلك السيد عجلان أخبر أصحابه فاجتمعوا إليه وصاروا فى جمع عظيم. فلما أحس بهم الأمراء هالهم ذلك وأنكروا على عجلان وسألوه أن يكفهم عنهم؛ فكفهم. ورحل الحاج من فوره، وأقام السيد عجلان بمكة.

وقيل إن المجاهد لما أراد دخول مكة لبس السيد عجلان آلة ١٨١ الحرب، وعرف أمراء مصر ما عزم عليه صاحب اليمن بأنه قد تقرر الحال بينه وبين ثقبة على أن الأمير طاز إذا سار من مكة أوقعا بأمير الركب ومن معه، وقبضا على عجلان، وتسلّم ثقبة مكة، وحذرهم غائلته؛ فبعثوا إليه بأن من يريد الحج إنما يدخل مكة بذلة وسكينة، وقد ابتدعت من ركوبك والسلاح حولك بدعة لا يمكنك أن تدخل [بها] (١) إلينا، وابعث ثقبة ليكون عندنا حتى تنقضى أيام الحج ثم نرسله إليك. فأجاب إلى ذلك وبعث ثقبة رهينة، فأكرمه الأمراء، وأركبوا الأمير طقطاي فى جماعة إلى لقاء المجاهد، فتوجهوا إليه ومنعوا


(١) إضافة عن السلوك للمقريزى ٨٣١:٢/ ٣، والنجوم الزاهرة ١٠:
٢٢٦ -