للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لاجين، وعرّف الشريف عجلان انفراد أخيه ثقبة بالإمرة، فامتنع من تسليمه مكة، وعاد الحسام إلى ثقبة فأقاما حتى قدم الحاج. ويقال بل رجعوا إلى خليص وأقاموا بها إلى أن جاء الحاج المصرى صحبة الأمير طيبغا المجدى (١)، وكان الحاج عالما كثيرا من أهل الصعيد والفيوم ومن الوجه البحرى، وجماعة كثيرة من أهل المغرب، و [قدم] (٢) التكرور ومعهم رقيق كثير وفيهم ملكهم، فسار بقومه من القاهرة إلى الحج مستهل القعدة.

فتلقى السيد ثقبة أمير الحاج وطلب منه أن يحارب معه عجلان، فلم يوافقه على محاربته؛ فأسمعه مالا يليق، وهدّده أنه لا يمكنه من دخول الحاج إلى مكة، وقام [من] (٣) عنده وقد اشتد غيظه، وألبس من معه من العربان وغيرهم السلاح. فاجتمع أمير الركب والقاضى عز الدين بن جماعة - وكان قد توجه صحبة الركب للحج - واتفقا على إرسال الحسام لاجين إلى عجلان ومعه العزّ بن جماعة، فجرت لهم معه منازعات [آخرها] (٤) أن تكون الإمرة شركة بينهما نصفين، وعادا إلى بطن مرّ، وقررا ذلك مع ثقبة حتى رضى، وساروا جميعا إلى مكة؛ فتلقاهم عجلان على العادة وأنصف ثقبة وأنعم عليه بسبعين ألف درهم.


(١) فى الأصول «المحمدى» والمثبت عن السلوك للمقريزى ٨٥٥:٢/ ٣، ٨٥٨، والنجوم الزاهرة ٢٦٥:١٠.
(٢) إضافة عن السلوك للمقريزى ٨٥٥:٢/ ٣، وانظر درر الفرائد ٣٠٩.
(٣) إضافة يقتضيها السياق.
(٤) إضافة عن السلوك للمقريزى ٨٥٨:٢/ ٣.