للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجديد إلى عسفان. فسافرا جميعا فى يوم السبت سادس عشر جمادى الأولى، وسارا بزملهما (١) ورحالهما قاصدين مصر، فلما أتوا المدينة زاروا، وتوجّه السيد عجلان إلى ينبع وأبى السيد ثقبة أن يروح إلى مصر؛ فأرسل السيد عجلان كتابا بأن ثقبة أبى أن يحضر إلى الباب السلطانى، وأنى قاصد وراءه خوفا على البلاد، وأرسله مع مملوك السلطان ومعه قود. ثم أقبل الشريف عجلان إلى بدر؛ فهرب منه ثقبة، وتوجه إلى ينبع، وادعى أنه يسافر بعد ذلك. وجاء الخبر إلى مكة فى سابع عشر جمادى الآخرة بأن السيد عجلان وصل الهدة قاصدا مكة، وأن ثقبة راح إلى مصر؛ فهرب الشريفان سند ومغامس من الجديد إلى نخلة ومعهم زمل ثقبة وبعض القواد والمخالفين على ١٨٤ عجلان، وانقادت الشرفاء وباقى القواد كلهم بين يدى الشريف عجلان إلى الهدة طائعين له.

وقدم السيد ثقبة إلى القاهرة فى مستهل رمضان بعد ما قدم قوده وقود أخيه عجلان، فخلع عليه واستقر فى إمارة مكة بمفرده، وأنعم عليه الأمير طاز بقرض: ألف دينار، وأقرضه الأمير شيخون عشرة آلاف درهم، واقترض من التجار مالا كثيرا، واشترى من الخيل والسلاح والمماليك، واستخدم عدة أجناد. ورسم بسفر الحسام لاجين العلائى مملوك آقبغا الجاشنكير وأستادار العلائى صحبته ليقلّده بمكة (٢). فلما نزلوا بطن مرّ تقدم إلى مكة حسام الدين


(١) الزمل: الحمل أو الرديف. (المعجم الوسيط).
(٢) السلوك للمقريزى ٨٥٢:/٢.