للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها - فى شوال - ظهر بعد العشاء الآخرة من قبل جبل أبى قبيس كوكب فى قدر الهلال وأكثر نورا منه، ومرّ على الكعبة، ثم اختفى بعد ثلاث درج؛ فسمع من فقير يمانى وهو يقول: لا إله إلا الله القادر على كل شيء، هذا يدل على رجل يكون فى شدة يفرج الله عنه (١)، ورجل يكون فى فرج فيصير إلى شدة، والله يدبر الأمر بقدرته.

فقدم الخبر فى أخريات شوال بخلع الصالح وإعادة السلطان حسن.

وفيها فى يوم الاثنين ثانى شوال اتفق أن الشيخ المعتقد أبا طرطور قال: لا إله إلا الله، اليوم جلس حسن فى دست مملكة مصر. وكان عنده الشيخ قطب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود ابن هرماس بن قاضى القدس الشهير بالهرماس وحده، فقام من فوره إلى الأمير عز الدين أزدمر أمير الرجبية، وقاضى القضاة عز الدين بن جماعة - وهما بالحرم - فجلس إليهما، ثم أطرق ورفع رأسه وقال:

لا إله إلا الله، اليوم جلس الملك الناصر حسن فى دست مملكة مصر عن الملك الصالح، فأرخوا ذلك عندكم. فأرّخه الأمير أزدمر فقدم الخبر بخلع الصالح وجلوس الناصر حسن فى ذلك اليوم بعينه، /فمن حينئذ ارتبط الأمير أزدمر بالهرماس، فأوصله إلى السلطان حسن حتى بلغ ما بلغ؛ ظنا منه أن العلامة المذكورة كانت من قبله على جهة الكشف وما كان إلا ما تلقفه من الشيخ أبى طرطور فنسبه إلى نفسه (٢).


(١) فى الأصول «عليه» والمثبت عن السلوك للمقريزى ١١:٣/ ١.
(٢) السلوك للمقريزى ١١:٣/ ١.