للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها هبّت ريح بمكة من قبل اليمن أظلم عقيبها الحرم الشريف، وفشت الأمراض فى الناس حتى لم يكن أحد إلا وبه وعك، إلا أنه كان سليما؛ يحصل البرء منه بعد أسبوع (١).

وفيها كان الرخاء كثيرا بيعت غرارة القمح بثمانين درهما، والغرارة الشعير بخمسين درهما، إلا أن الماء قليل بحيث نزحت الآبار، وانقطعت عين حنين (٢)، فأغاثهم الله بمطر عظيم رووا منه.

وفيها - فى رمضان - عقد لكبير الزيدية أبى القاسم [بن] (٣) محمد بن حسين بن الشّقيف (٤) مجلس بحضرة القاضى عز الدين بن جماعة، واستتيب فيه، وكتب خطه أنه يبرأ إلى الله ﷿ من اعتقاد أهل البدع من الزيدية والإمامية وغيرها، وأنه يواظب على الجمعة والجماعة، وإن خرج عن ذلك جعل فيه ما تقتضيه الشريعة المطهرة. وذلك بعد سؤاله لأهل السّنّة وخضوعه لهم؛ وكان سبب ذلك خوفا حصل له من ضرب الأمير عمر شاه لعلىّ مؤذن الزيدية حتى مات فى موسم السنة التى قبلها.

وفيها حضر أبو القاسم محمد بن أحمد اليمنى إمام الزيدية المطلوب فى السنة الخالية إلى قاضى القضاة عز الدين بن جماعة تائبا


(١) السلوك للمقريزى ١٠:٣/ ١.
(٢) وفى المرجع السابق «عين جوبان» وكلتاهما واحدة.
(٣) إضافة عن العقد الثمين ٨٩:٨، والخبر بتمامه فيه.
(٤) فى الأصول «الثقيف» والتصويب عن المرجع السابق.