للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل فى رجب - فلما وصل العسكر إلى مكة وصل إليهم سند بن رميثة من ناحية اليمن؛ فأعطوه تقليده، وخلع عليه وعلى محمد بن عطيفة، ودعى لهما على زمزم؛ وانصلح بالعسكر حال مكة، وارتفع عنها الجور، ١٩٦ وانتشر العدل بها، وأسقط المكس من المأكولات، وجلبت الأقوات؛ فرخصت فيها الأسعار إلى الغاية. وانقمع أهل الفساد بحيث لم يتجاسر أحد منهم على حمل السلاح بمكة؛ لأن مقدّم العساكر أمر بذلك، وأقام العسكر بمكة بعد الحج إلى آخر السنة (١).

وتوجه عجلان إلى مصر ومعه ابناه أحمد وكبيش فى جماعة من ألزام عجلان، فلما وصلوا إلى مصر قبض على عجلان وابنيه أحمد وكبيش؛ فاعتقلوا بقلعة (٢) فى مصر، وأقسم الناصر حسن صاحب مصر ألاّ يطلقهم مادام حيا؛ لأنه كان شديد الحنق على عجلان وابنه أحمد لأمور منها: أن أحمد بن عجلان صدّ الخطيب الضياء الحموى عن الخطابة بالمسجد الحرام بعد أن برز إلى المسجد فى شعار الخطبة فى موسم السنة قبل هذه رعاية للقاضى شهاب الدين الطبرى.

وأقام ثقبة بالخبت (٣) لقطع الطريق على من يأتى من حلى إلى مكة من التجار والحجاج والمسافرين.


(١) العقد الثمين ١٤١:٢، ١٤٢، وشفاء الغرام ٢٤٨:٢، ٢٧٤، والسلوك للمقريزى ٤٨:٣/ ١.
(٢) كذا فى الأصول. وفى العقد الثمين ٨٧:٣ «فاعتقلوا ببرج فى قلعة الجبل».
(٣) فى م «بالحنث»، والمثبت من ت. والخبت: هو ما تطامن من الأرض فإذا خرجت منه أفضيت إلى سعة، ويطلق على خبت الجميش، وخبت البزواء بين مكة والمدينة، وخبت من قرى زبيد باليمن. (معجم البلدان لياقوت).