للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبوابه، وهدموا الظلة التى على رأس زقاق أجياد الصغير؛ ليروا من يقصدهم من بنى حسن، ويمنعوه من الوصول إليهم بالنشاب وغيره، وعملوا فى الطريق عند المجاهدية أخشابا كثيرة لتحول بينهم وبين من يقصدهم من الفرسان من أجياد الكبير.

هذا ما كان من خبر الترك، وأما ما كان من خبر بنى حسن، فإنهم لما توجهوا إلى أجياد استولوا على اسطبل ابن قراسنقر، وقصدوا الأمير قندس - وكان نازلا ببيت الزباع بأجياد - فقاتلوا من خارجه حتى غلبوه، ودخلوا عليه الدار فقتلوا جماعة من أصحابه، وهم سبعة عشر مملوكا، وسبعة من غلمانهم، وهرب هو من جانب منها، فاستجار هو ونساؤه وأولاده ببيت السيد مبارك بن رميثة، واستجار ببعض الشرائف فأجارته. ونهب منزله بنو حسن؛ أخذوا جميع حواصله كلها؛ قليلها وكثيرها، ولم يبقوا له شيئا، والخيل والثياب والدراهم والزاد والعلف (١).

وجاء الشريف مغامس بن رميثة من أجياد راكبا، ومعه ٢٠٠ بعض بنى حسن؛ ليقاتلوا الترك الذين بالمسجد الحرام عند المدرسة المجاهدية، فحصل الحرب بينهما، فتعرّض بعض هجانة الترك لفرس مغامس بما أوجب نفورها، وقتل مغامس وبقى مرميا فى الأرض من الضحى إلى المغرب، ثم دفن بالمعلاة. ويقال إن الترك أرادوا إحراقه فنهاهم عن ذلك قاضى مكة تقى الدين الحرازى (٢).


(١) العقد الثمين ١٤٢:٢، ١٤٣، وشفاء الغرام ٢٤٩:٢.
(٢) العقد الثمين ٢٥١:٧.