وبين الشريف ثقبة بالسوية بينهما، ومعه ولداه أحمد وكبيش، وثمانون فرسا ومماليك، وليس معه من الحاج أحد إلا ثلاثة أنفس من مصر، وبعض مغاربة وإسكندرانيين قليلين جدا.
وكان فى طول هذه المدة تأتى العيون التى يرسلها ثقبة إلى ينبع وما حواليها ينتظرون أخبار الطريق، وهل يأتى فيها عسكر أم لا؛ فيخبرونه بأخبار ما تثبت، وينقض بعضها بعضا. والذى يصح منها أنهم أخبروا أن السلطان كان قد جرّد تجريدة فيها أربعة آلاف فارس، وفيها ستة عشر أميرا مقدمهم مملوكه بيبغا الخاصكى القصير الناصرى، ومعها الشريف عجلان، ومعهم عربانهم يفتحون الحجاز كلّه ولا يبقون فيه خلافا، ومن خالف قتل، وتجهزوا وخرجوا إلى ظاهر القاهرة، وأقاموا أربعة أيام، ثم إنهم انثنى رأيهم عن السفر، وقال لهم الشريف عجلان: الحجاز ما يحمل هذا، وأنتم ما تجدون فى الحجاز ما يقوم بكم؛ وتموتون بالجوع والعطش، وكذا الخيل والغلمان؛ فاسألوا السلطان أن يخفف من العسكر، ويرسل ألفا وخمسمائة فتقضى بهم الحاجة. فأبوا أن يراجعوا السلطان، وقالوا: ما نقدر مراجعته ولكن ارفع أنت له قصة بذلك ونحن نساعدك على ذلك.
فرفع له بذلك قصة؛ فاغتاظ السلطان عليه وأمر به أن يحبس هو وأولاده فى الإسكندرية، فسافروا به وحبسوه. وكان السلطان قبل ذلك أحضر الأمراء المجردين الذين كانوا فى مكة سنة إحدى وستين [وحبس](١) جركتمر بعد وصوله من دمشق، ثم حبس أيضا من