الأمراء الذين جاءوا فى هذه السنة ابن قراسنقر وجماعة معه، وسلم قندس والكرجى - أو حبس الكرجى أيضا - ثم أقاموا كلهم فى الحبس.
فلما حبس الشريف عجلان تغيرت قلوب الأمراء وتشوشوا وتشاوروا فى الخروج عن طاعة السلطان، وقام الذى جعله مقدم العسكر المتوجه إلى الحجاز بيبغا القصير وانتصب للحرب، والذى بلغنا عنهم أنهم انتصروا ومسكوا السلطان فى جمادى الآخرة وحبسوه ثم ضربوه وبدعوا به واستخرجوا المال الذى كان قد ادّخره، ثم بعد ذلك قتلوه، وولوا المنصور صلاح الدين محمدا، ووصل العلم بذلك إلى مكة فى أواخر رجب أو أوائل شعبان، ومنع الأمراء الرجبية أن يسافروا مع الشريف إلى مكة، و [جاء] جماعة من البحر بهذا الخبر (١).
وفيها غزا السيد ثقبة على أهل نخلة وأخذ منهم غلتهم وجباهم، وقطع لهم بعض نخل، وأقام بها مدة نصف شهر، فما مضى إلا قليل فدخل مكة ومرض بها هو وولده وأكثر غلمانه، وأقاموا مدة مرضى، وأفاق غلمانه وولده، وبقى هو يمرض ويصح، ودام انقطاعه فى مكة وهو مريض يرقد فى الحرم، كل ليلة يحمل من رباط الشرابى إلى تجاه مقام إبراهيم، ويضرب له خباء ويجعل له سرير يرقد عليه، وأقام على ذلك مدة، وقد عرض له زمانة فى رجليه فيعطبان ثم يصحان ثم