لتاجر مكى يقال له ابن عرفة فنهبها سند، وبلغ خبرها نائب عجلان على مكة كبيشا؛ فجمع أهل مكة وخرج إلى جدة؛ ليستعيد من سند ما أخذ، فأشار عليه بعض أحباب أبيه بعدم التعرض لسند ورجوعه إلى مكة وحفظها ففعل. ونقل سند ما نهبه إلى الجديد بوادى مرّ، وكان ما وقع منه بجدة قبل حضور بنى حسن من حلى، فلما حضروا إلى مكة انضم إليه جمع كثير منهم، وفرق ما معه عليهم؛ فلم يفده ذلك فى مراده؛ لأن كل من انضم إليه من بنى حسن له قريب أكيد مع عجلان، وقصد كل منهم التحريش بين الأخوين؛ لينال كل فريق مراده ممن يلائمه من الأخوين، مع إعراض كلّ ممن مع الأخوين عن أن يقع بينهم قتال بسبب الأخوين. وعرض بأثر ذلك لسند مرض مات به بالجديد، واستولى ابن أخيه عنان ابن مغامس بن رميثة على خيله وسلاحه، ومرّ بذلك إلى اليمن عن عمه عجلان؛ لأنه وارث لسند. ثم لايم عنان عمه عجلان وابنه أحمد، وكانا يرتبطان به لما فيه من الخصال المحمودة (١).
ثم لم يجد بنو حسن شيئا يغيظون به عجلان إلا توليتهم لولده السيد أحمد عليه، وقالوا له: سله يزيدك ربعا آخر من المتحصل فستأل أباه ذلك. /فامتنع عجلان عن موافقته لذلك، وهمّ بمباينته.
ثم ترك ذلك لتحققه أن بنى حسن قصدت بذلك تحصيل شيء منه، ورأى أن إسعاف ولده بمراده أولى من إسعافهم بقصدهم منه فإنه قد