للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ﴾ (١) وأمره السلطان بإطلاق الأشراف. فامتنع السيد أحمد من ذلك. ثم قدّر بعد ذلك موت السيد أحمد بن عجلان، فى ليلة السبت تاسع عشر - أو عشرى - شعبان، وأقيم عوضه ابنه محمد ابن أحمد، وقام بإمرة مكة كبيش بن عجلان. ثم بعد موت السيد أحمد بنحو عشرة أيّام كحل السيد كبيش الأشراف محمد بن عجلان، وحسن بن ثقبة، وأخاه أحمد، وولده عليا وعمره اثنتا عشرة سنة.

وألم لذلك الناس، وما حصل للراغب فى ذلك راحة، وكان المتظاهر بذلك محمد بن أحمد بن عجلان، وكانوا ترقّقوا لمحمد بن أحمد بن عجلان عند كحلهم فما أفادهم ذلك، وترقّقوا قبل ذلك لأبيه بأشعار كتبوها إليه فما أجدت؛ فسرى على كل منهم ما قضى الله [به] (٢) عليه، والذى حمل كبيشا على ذلك ما توهمه فى أن ذلك حسم لمادة شرهم عن ابن أخيه، فلم يتم له مراده.

وبعث محمد بن أحمد بن عجلان إلى الملك الظاهر صاحب مصر الشريف عطيفة بن محمد بن عطيفة بن أبى نمى، وكتب معه كتابا يخبر فيه بموت والده ويسأل استقراره عوضه فى إمرة مكة، ومحضرا فيه خطوط أعيان أهل الحرم بسؤال ولايته. فأجاب السلطان


(١) سورة التوبة آية ٦.
(٢) إضافة عن العقد الثمين ٩٤:٣، وانظر ج ٨٥:٧ من المرجع نفسه.